منذ عام 2003 ودخول العراق تحت هيمنة الإحتلال الأمريكي – الغربي ، وبإسناد الدول الإقليمية دون استثناء ، أفرز لنا حكومات فرطت بسيادة ووحدة البلاد وساهمت في تخريب مؤسسات الدولة الوطنية وخلق الفوضى والإرهاب في مراحل وجودها ، وحين طويت صلاحياتها لم تنته آثارها ورموزها ، حيث ساهمت جميع تلك الحكومات بما فيها [حكومة الكاظمي] سيئة الصيت في تشكيل ميليشيات مسلحة من جميع المذاهب والأديان واستخدامها كاذرع عسكرية لتصفية حساباتها وحماية كياناتها وشخوصها والتأثير على مجريات العملية السياسية ، وقد استغلت هذه المليشيات الصراع السياسي بين الأحزاب فمارست الجريمة المنظمة والخطف والقتل ونهب المال العام والممتلكات الخاصة للمواطنين ، وشكلت الإرهاب المنظم بهدف التغيير الديموغرافي في مناطق نفوذها وفرض واقع جديد دون رادع ، مما دفع الشعب للخروج بتظاهرات غاضبة احتجاجا على سياسة تلك الحكومات المدمرة والتي سارعت لمواجهة الغضب الجماهيري بحلول ترقيعية لغرض التهدئة ، فزجت البعض من مجرمي مافيا القتل والإرهاب في سجون مرفهة ومعاملة خاصة لا تتناسب مع الجرائم التي ارتكبوها .
بعد ولادة حكومة السوداني بمخاضها العسير تحت شعار الإصلاح ومحاربة الفساد ! ، والتي سبق أن حذرنا من هذا الوليد المشوه في مقالات سابقة ، تأكد للجميع أن سياسة الحكومة الحالية في التضليل والوعود الكاذبة على الشعب ، هي إستمرارا لسياسات الحكومات السابقة ، وإن الخطوات التي اتخذتها في الإفراج عن مجرمي الإرهاب وعصابات القتل وتهريب النفط ولصوص «سرقات القرن» للمال العام من السجون وتبرأت البعض منهم وإضفاء الشرعية والحماية وغلق ملفاتهم ، في المقابل تكميم أفواه المنتقدين والمغردين المحتجين من خلال منصات التواصل الإجتماعي والزج بهم في غياهب السجون خلال هذه الفترة الوجيزة من عمر الحكومة الحالية يؤكد .
إن من راهن على الحلول الإيجابية وإصلاح حال البلاد والعباد ببرنامج هذه الحكومة قد خسر الرهان .
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العلي العظيم