تعاني فئة العمال في إدلب من الفقر والبطالة وقلة الأجور، والعمل في ظروف صعبة دون قوانين وضمانات اجتماعية تضمن حقوقهم، إلى جانب قلة المشاريع الاقتصادية التي تؤمن فرص عمل للشبان، وتدخل الواسطات والمحسوبيات في التوظيف ضمن كثير من المنظمات التي تعمل في الداخل السوري.
علاء دياب(33 عاماً) من بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، يعمل في البناء، ويعاني من قلة فرص العمل، ويخرج بشكل يومي للبحث عن عمل، وعن ذلك يقول: “نحن مضطرون للبحث عن عمل لتوفير لقمة عيشنا، لكن الفرص قليلة والعمل متقطع، وخاصة في فصل الشتاء، لذلك أعتمد مع أسرتي المكونة من ستة أشخاص على السلة الغذائية التي نحصل عليها من قبل إحدى المنظمات الإغاثية، وما يرسله لنا أخي اللاجئ في لبنان من مساعدات مالية بين الحين والآخر .”. ويتابع: “تعاني المنطقة بشكل عام من الركود الاقتصادي، بسبب تخوف الأهالي من نزوح جديد وتصعيد عسكري من قبل نظام الأسد وحلفائه .”
كما يعاني العمال في إدلب من قلة الأجور، التي لا تتناسب مع الأوضاع المعيشية المتردية، علاوة على ارتفاع كافة أسعار السلع والمواد الغذائية في الأسواق.
سعيد العبدو (28 عاماً) من مدينة إدلب، يعمل في محل لبيع المواد الغذائية بشكل يومي، ما عدا يوم الجمعة، مقابل 50 دولارًا شهرياً وعن ذلك يقول: “قلة فرص العمل تجبرني على الرضا بهذا المبلغ البسيط، رغم أنه لا يكفي أسرتي شهرياً لتأمين مادة الخبز وحدها .”
ويشير العبدو إلى ساعات العمل الطويلة، حيث يعمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة مساء دون توقف مقابل الحصول على أجر زهيد، ويقول: “مبلغ قليل أفضل من الجلوس في المنزل، على أمل أن أحظى بعمل أفضل في الأيام القادمة .” ويطالب العبدو بمشاريع تمكين للشباب بكافة المجالات، وخاصة المهنية التي تخول المستفيد من افتتاح مشروعه الخاص.
أما العمال النازحون فتكون معاناتهم مضاعفة نتيجة ترك أرزاقهم ومنازلهم، والانتقال إلى مناطق آمنة نسبياً، حيث يفقدون بذلك فرص عملهم دون القدرة على الحصول على عمل بديل في مناطق النزوح.
عبد المعين الحسين (22 عاماً) نزح من مدينة سراقب إلى مدينة حارم، يشكو من البطالة، وعن ذلك يقول: “كنت في سراقب أملك صالة لبيع بطاقات الأنتزنت، وكان عملي جيداً، ولكن بعد النزوح أصبحت أعجز عن دفع بدل إيجار محل بمبلغ 100 دولار أميركي شهرياً، الأمر الذي أجبرني على البقاء دون عمل .”
وأكد فريق “منسقو استجابة سورية” في بيان له بتاريخ 10 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أن قضية البطالة ضمن المجتمع المحلي في شمال غرب سورية تعد أحد أبرز القضايا الملحة التي تحتاج إلى حلول جذرية وخاصةً مع الآثار السلبية لها بالعديد من الجوانب، وأبرزها هجرة الشباب وارتفاع معدلات الجريمة وزيادة مستويات الفقر بين المدنيين في المنطقة، حيث وصلت معدلات البطالة بين السكان المدنيين إلى 85% .
وجاء في البيان أن أبرز أسباب البطالة هي عدم توفر فرص العمل، وعدم وجود الخبرة الكافية وضعف التدريب والكفاءات الوطنية وعدم توافر الخبرات العملية لمعظم الخريجين وعدم وجود متابعة ودعم من مكان تخرجهم، فضلاً عن توظيف وعمل بعض الشباب في أعمال وأشغال مؤقتة لا تحتاج لخبرات بأجور متدنية لا تكفي لتحقيق أي هدف من أهدافه ولا تزيد من خبراته، فتظل مشكلة البطالة قائمة، ناهيك عن استغلال أزمة الشباب وتشغيلهم عمالة مؤقتة بدون عقود ولمدة قصيرة ومتقطعة، لا يستطيع من خلالها الشباب تحقيق أي تقدم في حياتهم.
يواجه العمال في إدلب ظروفاً معيشية صعبة، في ظل شح فرص العمل وتدني أجورهم التي لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار وموجة الغلاء التي تشهدها المنطقة.
المصدر: اشراق