أُصيب عدد من عناصر النظام السوري الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، خلال مواجهات مع فصائل المعارضة السورية على جبهات ريف حلب الغربي، فيما افتتح النظام مركزاً لـ”التسوية” في حي الوعر بحمص الذي تعرّض لتدمير شديد من جانب قوات النظام خلال السنوات الماضية، وجرى تهجير معظم سكانه.
وأكد مصدر عسكري من فصائل المعارضة لـ”العربي الجديد”، أن عدداً من عناصر قوات النظام أُصيبوا الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، خلال قصف مدفعي وصاروخي متبادل مع فصائل المعارضة. وأضاف المصدر أن اشتباكات اندلعت مساء أمس، على محور بسرطون، بريف حلب الغربي، استمرت لساعات، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر النظام، وترافقت مع استهداف مقرات قوات النظام على جبهة بسرطون غرب حلب بقذائف المدفعية.
كما قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ قرى وبلدات البارة ومعربليت وبينين في منطقة جبل الزاوية، بريف إدلب الجنوبي، دون وقوع أي إصابات، وذلك بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع الروسية في سماء ريفي حلب وإدلب، كما جرت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة بين قوات النظام وغرفة عمليات “الفتح المبين” على محور العمقية بسهل الغاب شمال غربي حماة.
وكان قُتل أمس عنصر من قوات النظام قنصاً على محور مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
اغتيالات جديدة في درعا
وفي جنوب البلاد، قُتل الشاب محمد عبد الرؤوف الزعبي، إثر استهدافه بإطلاق نار من قبل مجهولين في بلدة المسيفرة شرقي درعا، وفق موقع “تجمع أحرار حوران” الذي نقل عن مصادر محلية قولها إن الزعبي متهم بالتعامل مع فرع المخابرات الجوية.
من جهة أخرى، توفيت أمس السبت الطفلة نور أحمد المقداد، البالغة 15 عاماً، في بلدة معربة شرقي درعا، نتيجة إطلاق نار لم تعرف ظروفه.
وذكر الناشط يسار الزعبي لـ”العربي الجديد” أن الطفلة توفيت نتيجة إصابتها بطلق ناري في منطقة الصدر، وعثر بجانبها على مسدس، دون أن يتسنى معرفة ما إذا كانت انتحرت أم قتلت نفسها عن طريق الخطأ، أم أنها كانت ضحية لجريمة قتل.
وأضاف الزعبي أن محافظة درعا تشهد تزايداً كبيراً في معدلات الجرائم منذ سيطرة قوات النظام عليها عام 2018، بسبب انتشار السلاح بين الأهالي واللجوء إليه لحل أية مشكلة، وتفشي المخدرات نتيجة ترويجها على نطاق واسع من جانب المجموعات التي تعمل لصالح النظام والمليشيات الإيرانية، في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين الشبان.
مركز مصالحة في الوعر
وفي وسط البلاد، افتتح النظام السوري، اليوم الأحد، مركزاً “لتسوية أوضاع المطلوبين”، في حي الوعر بمدينة حمص.
وذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن المركز افتتح في مدينة المعارض بحي الوعر “لتسوية أوضاع المطلوبين مدنيين وعسكريين، وذلك في إطار الاتفاقات التي طرحتها الدولة”.
وذكر الناشط محمد الشمالي لـ”العربي الجديد” أن المركز افتتح بعد اجتماع بين وجهاء من مدينة حمص ومحافظها وشخصيات عسكرية، بهدف تسوية أوضاع المطلوبين للأجهزة الأمنية من مدنيين وعسكريين، مشيراً إلى أن الإقبال على المركز كان ضعيفاً جداً صباح اليوم “وسط حذر مفهوم من جانب الأهالي”.
وكان الاجتماع المذكور قد قرر إضافة إلى افتتاح مركز التسوية؛ منح العسكري المنشق مهلة شهر لتسليم نفسه لقطعته العسكرية، ومنح المتخلف عن أداء الخدمة العسكرية فترة 6 أشهر. وبالنسبة للمدنيين، فسوف يجري عرض تسويتهم على أفرع المخابرات التابعة للنظام، من أجل تسوية أوضاعهم بشرط عدم وجود ادعاء شخصي بحقهم.
وكان حي الوعر في طليعة المناطق التي شهدت مظاهرات ضد النظام عام 2011، سرعان ما تطورت إلى مواجهات مسلحة، بسبب العنف المفرط الذي اعتمده النظام في قمع الحراك المناهض. ومع تطورات الأوضاع في أحياء حمص القديمة، خصوصاً حي باب عمرو، واستقبل الحيّ الذي كان يقطنه نحو 50 ألفاً حينذاك، نازحي حمص القديمة، ليرتفع عدد ساكنيه إلى نحو 250 ألف شخص في ربيع عام 2012، هجّر معظمهم بعد ذلك إلى مناطق أخرى من سورية.
ومع نهاية عام 2013، جرى تطويق الحي وفرض حصار محكم عليه وسط قصف عنيف دمر معظم أبنيته بشكل شبه كامل.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2013 فرض النظام على حي الوعر حصاراً شديداً استمر لمدة ثلاثة أعوام، توفي خلاله المئات جوعاً أو عبر مجازر عدة، مثل مجزرة شارع الثورة، ومجزرة المعارض، ومجزرة مستشفى الوليد، ومجزرة حديقة الأطفال، وغيرها.
وفي فبراير/ شباط عام 2017، استهدف النظام الحي بغارات جوية في محاولة لارتكاب مجازر بحق المدنيين، وإجبارهم على الخضوع لمطالبه. ومع نهاية الشهر تدخل الطرف الروسي ليفاوض نيابة عن نظام الأسد، ليجري الاتفاق على تهجير معظم أهالي الحي ومقاتليه إلى الشمال السوري.
إصابة 3 أشخاص في استهداف مسيرة تركية لسيارة شرق سورية
على صعيد آخر، أُصيب ثلاثة أشخاص، الأحد، جراء استهداف طائرة مُسيرة تركية لسيارة على طريق عامودا الحسكة، شمال شرقي سورية.
وذكر شهود عيان في قرية سنجق سعدون أن سيارة دفع رباعي تعرضت للقصف بعد خروجها من القرية، فيما أفاد مصدر في مشفى عامودا بأن الحالة الصحية للمصابين الثلاثة مستقرة”.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أمس السبت استهداف 8 مقاتلين من “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة عمليات “درع الفرات”، شمالي سورية.
وذكر بيان للوزارة أن استهداف المقاتلين “جاء بعد إطلاقهم نيرانا استفزازية على منطقة عملية درع الفرات”.
وقبل أيام، أعلنت الاستخبارات التركية اغتيال قيادي بارز في “حزب العمال الكردستاني” (PKK) وهو المدعو قيس برهو سوليف، في مدينة عين عيسى بريف الرقة.
من جهة أخرى، شهدت بلدتا محميدة والحصان الخاضعتان لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بريف دير الزور الغربي احتجاجات وقطعا للطرقات على خلفية اعتقال شخص من حاوي الحصان يعمل لدى الأمن العام بتهمة تعاطي المخدرات.
وكانت قوات من “قسد” اعتقلت أمس الدكتور محمد الحسين وشقيقه أسامة، العاملين في مشفى الكندي، بعد مداهمتها المشفى في بلدة الطيانة شرقي دير الزور، لأسباب مجهولة، وهما من أهالي مدينة العاصمة دمشق.
المصدر: العربي الجديد