لم تتوقف وتيرة الاغتيالات في محافظة درعا جنوب سوريا، على الرغم من استهداف المجموعات المتهمة بالانتماء إلى تنظيم “داعش” في درعا البلد، بهجوم من قبل مجموعات التسوية التابعة للأمن العسكري مدعومة بمجموعات من درعا المركزية وعناصر محليين، على خلفية اتهام تلك المجموعات بالوقوف خلف الاغتيالات، طاولت في عدد منها معارضين للنظام.
الاغتيالات مستمرة
وقال تجمع “أحرار حوران” إن الاغتيالات طاولت 6 أشخاص في محافظة درعا خلال 48 ساعة، اثنان في مدينة طفس غربي درعا، وآخران في بلدة محجة شمال المحافظة، فيما قُتل اثنان آخران في بلدة قرية الشيخ سعد غربي درعا.
وعزا المتحدث باسم التجمع أيمن أبو محمود سبب عدم توقف الاغتيالات على الرغم من حملة المجموعات على خلايا التنظيم المتهمة بتنفيذها إلى أن هناك مجموعات أخرى تقوم بتنفيذ تلك العمليات بعضها يتبع للنظام وأخرى تتبع للمجموعات المعارضة التي لا تزال رافضة لعملية التسوية ووجود النظام في درعا.
وقال أبو محمود ل”المدن”، إن عناصر “داعش” ليسوا محاصرين ضمن منطقة درعا البلد، وإنما يتحركون في مدن وبلدات أخرى ضمن المحافظة بهدف تنفيذ تلك الاغتيالات، مضيفاً أن هناك خلايا أمنية تابعة للنظام تقوم بعمليات اغتيال تطاول شخصيات معارضة، إضافة إلى وجود مجموعات معارضة رافضة للتسوية تقوم بعمليات اغتيال مماثلة تطاول عناصر تابعين للنظام.
لا بوادر لوقف الاقتتال
ولم تُفلح جميع محاولات التدخل لفضّ الاقتتال بين المجموعات المهاجمة التي يقودها “اللواء الثامن” التابع للأمن العسكري وبين مجموعات معارضة أخرى يتزعمها كل من القياديين السابقين في المعارضة محمد المسالمة ومؤيد الحرفوش في حيي مخيم درعا وطريق السد في درعا البلد، على الرغم من توقف الهجوم الذي بدأ الاثنين، لمدة 48 ساعة منذ منتصف ليل الخميس وحتى منتصف ليل السبت. كما أن تلك المدة التي شهدت اجتماعين في المسجد العمري بتدخل وجهاء لإيقاف الاقتتال لم تكن ناجعة، بسبب إصرار المجموعات المهاجمة على استمرار الحملة.
وفي السياق، خرجت الأحد تظاهرات لعشرات المدنيين من أمام المسجد العمري وسط درعا البلد، مطالبة بخروج قوات اللواء الثامن من المدينة وإيقاف الحملة ضد كل من الحرفوش والمسالمة، مؤكدين أن لا وجود لخلايا داعش في حيي طريق السد ومخيم درعا، وإن الحملة بتعليمات من النظام.
لكن أبو محمود قلّل من أهمية التظاهرات، وقال إنها تمت بتنسيق من بعض عناصر مجموعتي المسالمة والحرفوش، ومن خرج بها هم من المناصرين لهما، مشيراً إلى أن هناك كماً هائلاً من المعلومات المضللة تنشرها حسابات تابعة لعناصر داعش على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص أهداف الهجوم. ولفت إلى أنه لا بوادر من شأنها أن توقف عمليات الاقتتال.
لا تقدم على الأرض
وحول عدم قدرة المجموعات المهاجمة على التقدم على حساب المجموعات المتهمة بالانتماء إلى داعش، قال إن هناك تقدماً حصل السبت، في حي طريق السد نحو كتلة بناء المهندسين، إلا عناصر التنظيم المتمرسين على مثل تلك المعارك، أوقعوا المجموعات المهاجمة في كمين، عدا عن أن تحالفهم مع عناصر معارضين من أبناء الحي أعطاهم افضلية لصد الهجوم بشراسة أكبر، والتحرك بمرونة أكبر ضمن شوارع الحي.
ولفت أبو محمود إلى أن حصيلة الاشتباكات بلغت حتى اللحظة 18 قتيلاً، 9 من المجموعات المهاجمة، و8 من المجموعات المتهمة بالانتماء إلى داعش، وطفل مدني.
المصدر: المدن