يُجري وفد مشترك من المعارضة السورية، سلسلة لقاءات، اليوم الأربعاء، مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، بعد لقاءات عدة أجراها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شملت الأمين العام أنطونيو غوتيريس.
ويضم وفد المعارضة رئيس “الائتلاف الوطني السوري” سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، إضافة إلى عدد من أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف.
وذكر مصدر في الائتلاف، لـ”العربي الجديد”، أن الوفد سيعقد اجتماعاً في واشنطن مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ومسؤول الملف السوري في الخارجية إيثان غولدريتش، إضافة إلى ممثل عن وزارة الدفاع الأميركية.
وأضاف أنه من المقرر أن يلتقي الوفد المشترك، يوم غد الخميس، مع مديرة مكتب سورية في مجلس الأمن القومي إيميلي بارنز، على أن يختتم الوفد زيارته إلى العاصمة الأميركية يوم الجمعة بلقاء مع “المجلس الأطلسي”، وهو مؤسسة بحثية تُعنى بالشؤون الدولية.
لقاءات نيويورك
وكان وفد المعارضة المشترك قد التقى في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والفريق الخاص بالملف السوري، إلى جانب عدد من ممثلي الدول العربية والغربية.
وقال بيان للائتلاف، أمس الثلاثاء، إنّ الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، حضره المبعوث الأممي الخاص لسورية غير بيدرسون، وجرى التركيز خلاله على “أهمية تفعيل العملية السياسية وفتح كافة المسارات التي تضمّنها القرار 2254، وعدم السماح لنظام الأسد بالمماطلة وإعاقة المسار التفاوضي، إضافة إلى ضرورة تخطي الدور السلبي لروسيا”.
وأشار البيان إلى أنّ المجتمعين بحثوا أيضاً طرح بيدرسون “خطوة مقابل خطوة”، مؤكدين على ضرورة وضع رؤية واضحة لهذا الطرح، بما يتماشى مع القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، والتي تهدف في جوهرها إلى تحقيق الانتقال السياسي الحقيقي في البلاد، بحسب البيان.
وقال رئيس هيئة التفاوض، بدر جاموس، عبر حسابه في “تويتر”، إنه جرى خلال الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد على أنّ “بقاء الوضع الحالي وتحويل القضية السورية لتصبح إنسانية فقط، لن يساهم في إنهاء المأساة السورية ولن يوجد حلاً، وإنما يؤدي إلى مزيد من القهر والغرق في البحار”.
وتابع “لن يكون هناك استقرار في سورية من دون حل حقيقي يحفظ حياة السوريين وكرامتهم ويعيدهم إلى مناطقهم الأصلية”. وأوضح أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على “دور الأمم المتحدة والمبعوث الخاص، في إيجاد آليات وخطوات لتنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 2254”.
وطالب وفد المعارضة بإنشاء آلية مستقلة خاصة بملف المعتقلين والمفقودين في سورية لتحقيق العدالة والمساءلة والمحاسبة، كما حذر “من خطورة استيلاء نظام الأسد على المساعدات الإنسانية ومشاريع التعافي المبكر”، مشدداً على ضرورة أن تشرف الأمم المتحدة على “التوزيع العادل لهذه المساعدات، كي يستفيد منها جميع السوريين في مختلف المناطق السورية”.
وكان الوفد قد التقى مع السفير التركي في واشنطن حسن مراد مرجان، وممثلين عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وذلك لبحث آليات وصول الدعم الأميركي إلى المحتاجين في سورية.
كما التقى الوفد مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، ومديرة قسم الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، والمدير العام للشؤون السياسية لقسم الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية في الخارجية الألمانية.
وقال الائتلاف، في بيان، إنّ هذه اللقاءات، ومن ضمنها اللقاء مع نائب ممثل الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، أكدت على “ضرورة تفعيل العملية السياسية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشكل كامل، من أجل الوصول إلى انتقال سياسي حقيقي في البلاد”.
وأضاف أنّ وفد المعارضة أكد أهمية استمرار العقوبات على نظام الأسد ضمن عقوبات قانون “قيصر”، ومنع أي محاولة للتطبيع معه. واعتبر الوفد أنّ “التراخي في التعامل مع نظام الأسد كان أحد أسباب التغول الإيراني في المنطقة وتجرؤ روسيا على غزو أوكرانيا”، وفق البيان.
المصدر: العربي الجديد