من أروع ما كتب من الملاحم الأدبية في العصر الحديث ، ملحمة الأديب والشاعر العربي المصري الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه بجزئيه { الحسين ثائراً والحسين شهيداً } الذي جسد فيه الصورة الواضحة لثورة الأمام الحسين الخالدة ومشروعه الإصلاحي بطريقة أدبية رائعة ، صوبت لقارئ الفكر الاسلامي الذي أراد الأمام (ع) بخروجه أن يجسد فيها جوهر الرسالة المحمدية ، التي تهدف الى اصلاح الانسان والمجتمع .
نحن في العراق الجريح الذي سطرت على أرضه أحداث تلك الملحمة التاريخية وحراكها التصحيحي ، الذي قدم فيه ٱل البيت «ع» أسمى ٱيات التضحية في الارواح والممتلكات ، وقدموا القرابين التي يعجز عن تقديمها الجنس البشري ، ونحن نعيش ذكراها السنوية الخالدة هذه الايام ، نتذكر أن من يحكم العراق في المرحلة الراهنة «سلطة واحزابا» تحاول أن تلتحف غطاء تلك الثورة وتتمجد بشعاراتها ، بالرغم من أنها تبتعد كل البعد عن مفاهيم تلك الملحمة الاسطورية ومبادئها ، بل تدفع إلى طمس الوعي الجماهيري للسيرة الحسينية ، مستخدمة التضليل والتجهيل والتسلق على الأكتاف لممارسة كل الموبقات (سرقة المال العام ، واستباحة حرمات الانسان العراقي ، وقتل الانفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ) ، تحت مبرر الصراعات الوهمية الطائفية منها والعرقية ، من خلال طقوس وشعارات زائفة هم أنفسهم لا يؤمنون بها ، جاهدين ربط البلاد بأجندات خارجية إقليمية ودولية تمكنهم من البقاء في السلطة .
إن ما يحصل في العراق الآن هو خيانة وتشويه للدين المحمدي الاصيل ، وللثورة الحسينية وفكرها الرافض للمساومة والتخلي عن المبادئ الانسانية التي جوهرها الانسان والحفاظ على سلامته وحقوقه دون تمييز عرقي أو طائفي .
ما وصل اليه العراق من انسداد سياسي والدفع به الى مرحلة مظلمة بكل المقاييس ، هو بداية لانطلاق ثورة شعبية تصحيحية عارمة ، تجسد مبادئ الثورة الحسينية الحقيقية ، للتخلص من المستبدين بالسلطة ، واخراج البلاد والعباد من النفق المظلم .