نعيش هذه الأيام ذكرى عاشوراء وانطلاق الدعوة الحسينية التي تجسدت في ملحمة خلدها التاريخ منذ 1400 عام ، وهي شعلة متوهجة تزداد توهجاً بمرور الزمن ، وتستضيئ بها الأجيال جيلا بعد جيل ، وتخلق منها مشاريع للفداء والتضحية في سبيل المبادئ الاصلاحية ، حيث انها أصبحت منهجا للكثير من الثورات ، وطريقا للحرية في كل أنحاء العالم برغم اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم ، وكانت مصدر الهام للكثير من الثوار والمناضلين .
ان هذه الثورة الحسينية الخالدة قد وقعت أحداثها الأليمة وسالت دماء شهدائها في العراق ، ودفن رفاتهم في أرضه ، وبالرغم من اننا اكثر شعوب العالم تأسيا وحزنا على هذه الواقعة منذ تاريخها لغاية اليوم ، لكننا لم ناخذ العبر ونتمسك بنهج الحسين ومبادئه ، بالعكس من ذلك أصبحنا خاضعين وراضين بما ينزل بنا من الظلم والجور من السلطة الحاكمة ، رغم انها تدعي تبعيتها لمنج الثورة الحسينية ومبادئ آل البيت (ع) وهم براء من ذلك .
إن حكام السلطة في العراق ، يضعون ايديهم وعقولهم تحت تبعية وسيطرة الجلادين من الأنظمة العالمية وتحقيق أجنداتهم الشيطانية التي زادت الخراب والفساد والتي حاول الشعب التصدي لها وقدم كوكبة من الشهداء والتضحيات دون توقف .
ونحن في هذه الأيام ، نمر بهذه الذكرى الأليمة التي تتزامن مع المنعطف السياسي الخطير الذي يعيشه وطننا ، وينذر بالفوضى التي تهدد وحدة البلاد وأمنه من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ، نذكر شعبنا ، ان يأخذ الحيطة والحذر من ألاعيب الأحزاب الحاكمة ، التي تحاول القفز على تضحيات ودماء الشهداء ، وتتخذ منهم وسيلة للعبور لتحقيق اجنداتهم الخاصة ، تحت مشروع التغير أو الإصلاح الشكلي ، بحجة الحفاظ على مكتسبات المرحلة ، وإبقاء الرموز الفاسدة وتدويرها في مؤسسات الدولة .
لذا ندعو أبناء شعبنا المظلوم ، إلى جعل ثورة الإمام الحسين منهجاً لهم في التغيير والاصلاح الجذري لكل ما خلفته مرحلة الاحتلال ومخلفاتها ، ولنتخذ من نداء الامام الحسين شعاراً .
“كونوا أحرارا في دنياكم”.