قال مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية، إن الوضع شمالي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، صعب للغاية حيث تحاول القوات الروسية الاقتراب من أجل قصف المدينة مرة أخرى، وأبلغ فاديم دنيسينكو مستشار وزير الداخلية التلفزيون الأوكراني بأن “روسيا تحاول جعل خاركيف مدينة على خط المواجهة”.
الانتصار
في المقابل، تعهّدت أوكرانيا، السبت 18 يونيو (حزيران)، الانتصار على روسيا، وذلك بعد حصولها على مباركة الاتحاد الأوروبي لطموحها بالانضمام إليه، وعلى وعد من بريطانيا بمواصلة الدعم القوي، في الوقت نفسه، تواصل القوات الأوكرانية القتال في مواجهة القصف والهجمات الصاروخية الروسية بالقرب من مدينة محورية، شرق البلاد، وفي مواقع متعددة.
ومن المتوقع أن يمنح زعماء الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع المرشح خلال قمة تُعقد هذا الأسبوع بعد توصية، يوم الجمعة، من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ما يضع كييف في طريقها لتحقيق طموح كان يُنظر إليه على أنه بعيد المنال قبل الهجوم الروسي، حتى وإن كانت العضوية الفعلية قد تستغرق سنوات.
معارك شرسة
وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة ميكولايف، جنوب البلاد، السبت، في وقت تدور فيه معارك شرسة قرب سيفيرودونتسك في دونباس شرقاً، وفي انتقال نادر خارج كييف حيث يقيم لأسباب أمنية، توجه زيلينسكي إلى مدينة ميكولايف المطلة على البحر الأسود وزار القوات القريبة وفي منطقة أوديسا المجاورة، وخاطب زيلينسكي الوحدات المنتشرة في أوديسا قائلاً، “المهم أنكم أحياء، طالما أنتم أحياء سيبقى هناك جدار أوكراني صلب يحمي بلادنا”. وتابع، “أودّ أن أشكركم باسم الشعب الأوكراني وباسم دولتنا على العمل الرائع الذي تؤدونه ولخدمتكم الممتازة”.
وميكولايف هدف رئيس لروسيا لأنها تقع على الطريق المؤدية إلى مدينة أوديسا الاستراتيجية على البحر الأسود، وتقع على بعد نحو 100 كيلو متر شمال غربي خيرسون التي سقطت في أيدي روسيا في الأسابيع الأولى من الحرب.
ولا تزال منطقة دونباس الصناعية، شرق البلاد، تشهد المعارك الأكثر دموية، وتدور معارك في قرى قرب مدينة سيفيرودونتسك التي تحاول روسيا السيطرة عليها منذ أسابيع، وقال حاكم منطقة لوغانسك، شرق البلاد، سيرغي غايداي، “الآن، المعارك الأشرس تدور قرب سيفيرودونتسك”. وأضاف، “في القرى المجاورة، المعارك صعبة جداً، في توشكيفسكا وزولوتي. يحاولون التقدم لكنهم يفشلون”. وتابع، “مدافعونا يقاتلون الروس في كل الاتجاهات”.
“تستعد للأسوأ”
وقال غايداي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنه وضع صعب في مدينة (ليسيتشانسك) وفي المنطقة ككل”، إذ إن الروس “يقصفون مواقع قواتنا 24 ساعة في اليوم”. وأضاف، “هناك تعبير، استعدّ للأسوأ، وسيأتي الأفضل من تلقاء نفسه، بالطبع نحن بحاجة للاستعداد”، محذراً من خطر تطويق القوات الروسية مدينة ليسيتشانسك عبر قطع طرق الإمداد.
وتُوجّه المدفعية الأوكرانية في ليسيتشانسك نيرانها باتجاه سيفيرودونتسك، حيث يتصاعد الدخان من مصنع آزوت، وترد القوات الروسية بإطلاق قذائف وصواريخ.
وتابع الحاكم، “انظروا كم من الوقت صمدت سيفيرودونتسك: يمكنكم أن تروا أنهم (الروس) لا يسيطرون على المدينة بالكامل، لا يمكنهم الذهاب أبعد من ذلك، ولا يمكنهم وضع أسلحتهم الثقيلة أو دباباتهم هناك”. ودعا إلى إيصال إمدادات “الأسلحة البعيدة المدى في أسرع وقت ممكن”، مضيفاً، “حقيقة أن الغرب يساعدنا هو أمر جيّد، لكنه جاء متأخراً”.
مستودع وقود
ميدانياً أيضاً، قال رئيس الإدارة الإقليمية فالنتين ريزنيشنكو في رسالة عبر الإنترنت إن مستودعا لتخزين الوقود في بلدة نوفوموسكوفسك بشرق أوكرانيا انفجر، اليوم الأحد، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح اثنين، وذلك بعد أن أصيب في وقت سابق بثلاثة صواريخ روسية، وقال، الليلة الماضية، إن 11 شخصا أصيبوا في الضربة نفسها، وذكر ريزنيشنكو، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن رجال الإطفاء ما زالوا يحاولون إخماد الحريق الناجم عن الضربة الصاروخية بعد نحو 14 ساعة من وقوعها، وتقع نوفوموسكوفسك إلى الشمال الشرقي من العاصمة الإقليمية دنيبرو.
صواريخ روسية
وإلى الشمال الغربي، أصابت صواريخ روسية عدة مصنعاً للغاز في منطقة إزيوم، بينما سقطت الصواريخ الروسية على إحدى ضواحي خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، حيث أصابت مبنى للبلدية، وتسببت في اندلاع حريق في مبنى سكني، من دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات، بحسب السلطات الأوكرانية. وقالت السلطات المحلية إن مواقع متعددة في المناطق الشرقية من لوغانسك وخاركيف وفي بولتافا ودنيبروبتروفسك غرباً تعرضت لقصف خلال الليل.
في الأثناء، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية، الأحد، من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر “لسنوات”، وحث الدول الغربية على توفير دعم طويل الأمد لكييف. وقال، “علينا أن نستعد لاحتمال أن يستمر ذلك (الحرب) لسنوات. علينا ألا أن نخفف دعمنا لأوكرانيا حتى لو كانت التكلفة مرتفعة، ليس فقط على صعيد الدعم العسكري، لكن أيضاً بسبب أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي تشهد ارتفاعاً”. ورأى ستولتنبرغ أن هذه التكلفة لا تقارن بالثمن الذي يدفعه الأوكرانيون يومياً على خطوط الجبهة، واعتبر كذلك أنه في حال حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهدافه في أوكرانيا كما فعل عند ضمه شبه جزيرة القرم في 2014، “فسنضطر عندها إلى دفع ثمن أعلى بعد”. وحث، في ظل هذه الظروف، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على مواصلة إرسال الأسلحة إلى كييف.
إجراءات طارئة
وسط هذه الأجواء، ستتخذ ألمانيا إجراءات طارئة لتأمين إمداداتها من الغاز في مواجهة انخفاض الكميات الروسية المسلّمة، بما في ذلك زيادة استخدام الفحم، كما أعلنت الحكومة الأحد، وقالت وزارة الاقتصاد في بيان، “بهدف تقليل استهلاك الغاز، يجب استخدام كميات أقل من الغاز لتوليد الكهرباء. وبالتالي، سيتعين استخدام محطات الطاقة العاملة بالفحم بشكل أكبر”.
المصدر: اندبندنت عربية