نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا تمر ب”منعطف حاسم”.
وقال مسؤولون إسرائيليون على إطلاع مباشر بالمحادثات التي نسقتها إسرائيل بين روسيا وأوكرانيا، أنهم يشعرون أن هناك تلييناً في المواقف على الجانبين خلال الساعات ال24 الماضية، حيث قال الروس إنهم يريدون فقط نزع السلاح من منطقة دونباس، فيما قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنه جاهز للتخلي عن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يأملون في أن تكون هذه المؤشرات على إمكانية تحقيق المزيد من التقدم نحو حل دبلوماسي.
ويشير المقال إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت زار موسكو السبت والتقى الرئيس الروسي فلاديمير ببوتين. منذ ذلك الحين وهو يقود مروحة من المكالمات الهاتفية مع زيلينسكي وبوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز.
والثلاثاء، تحدث بينيت مرة أخرى إلى زيلينسكي حول جهود وقف إطلاق النار، ثم اتصل ببوتين لنقل رسالة من الرئيس الأوكراني.
لا مبادرة إسرائيلية
وفي الكواليس وفقاً للموقع فقد قال مسؤولان إسرائيليان إن بينيت لا يقدم لبوتين وزيلينسكي أي خطة أو إطار عمل، وإنما يقوم فقط بتمرير الرسائل بين الزعيمين، وفي الاجتماع مع بوتين، نقل بينيت الأفكار التي جاءت من أوكرانيا ودول أخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، من أجل الحصول على رد فعل بوتين وتقييم ما إذا كان مرناً أم لا بشأن شروطه الحالية لوقف إطلاق النار.
وأطلع بينيت ومساعدوه أوكرانيا وإدارة بايدن وفرنسا وألمانيا على الاجتماع مع بوتين بالتفصيل وكذلك بشأن المكالمة الهاتفية التي تلت ذلك.
ويشير مسؤولون إسرائيليون إلى أن إسرائيل نقلت إلى الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا تفاصيل اقتراح بوتين إلى زيلينسكي، والتي لم تكن معروفة بالكامل في واشنطن وباريس وبرلين.
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإنه يصعب على زيلينسكي قبول اقتراح بوتين ولكنه ليس متشبثاً بموقفه كما توقعوا، وقالوا إن الاقتراح لا يشمل تغيير النظام في كييف ويسمح لأوكرانيا بالحفاظ على سيادتها. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن زيلينسكي على مفترق طرق وعليه الاختيار بين خيارين: إما القبول بالاقتراح الروسي، وهو صعب للغاية، لكنه يحافظ على سيادة أوكرانيا ويوقف الحرب، وإما رفض الاقتراح والمخاطرة بتصعيد خطير في الهجوم الروسي يمكن أن ينتهي بكارثة على زيلينسكي وأوكرانيا.
لكن المسؤولين في إسرائيل والغرب يقلقهم فشل المحادثات، ما يعني أن الحرب ستدخل مرحلة جديدة وأكثر عنفاً، وسيتم سحب اقتراح بوتين عن الطاولة وستكون العودة إلى المفاوضات مستحيلة.
التطورات الميدانية
قال المسؤول في شرطة مدينة خاركيف الأوكرانية سيرهي بولفينوف إن 27 مدنياً على الأقل لقوا حتفهم في هجمات للقوات الروسية على المدينة الواقعة في شرق البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف أن إجمالي عدد القتلى في أنحاء منطقة خاركيف بلغ 170 شخصاً، بينهم خمسة أطفال، منذ بدء الغزو الروسي.
فيما قال مسؤول عسكري أميركي كبير الثلاثاء، إن التقديرات الأميركية تشير إلى أن معظم القوة القتالية لكل من روسيا وأوكرانيا ما زالت سليمة مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الثالث عشر.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة ليس لديها أدلة على أن روسيا سحبت قوات من أماكن أخرى في أراضيها لإضافتها إلى القوات التي نشرتها على الحدود ثم دفعت بها إلى داخل أوكرانيا، والتي يزيد قوامها على 150 ألف جندي. وقال المسؤول إن القوات الروسية عزلت مدينة ماريوبول الأوكرانية لكن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هذه القوات دخلت المدينة نفسها.
الزحف نحو كييف
وفي السياق، شدد مسؤول رفيع بالنتاغون على أن القوات الروسية أحرزت تقدماً في زحفها على كييف من الشمال الشرقي خلال الساعات الأخيرة. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن مطار هوستوميل هو أقرب نقطة إلى وسط العاصمة كييف بلغتها القوات الروسية، مؤكداً أن الروس ما زالوا يعانون نقصاً في الإمدادات ويعملون للتغلب على التحديات.
بالمقابل أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن خطة لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية صباح غد الأربعاء. وأشارت الوزارة إلى أن قواتها دمرت نحو 900 دبابة وعربة مدرعة أخرى أوكرانية منذ بدء الحرب. وأضافت أنها أسقطت أيضا 84 طائرة مسيرة، وقالت إنه وبعد انتهاء “الهدنة الانسانية” المتفق عليه حول مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية الثلاثاء استأنفت قوات منطقة دونيتسك الموالية لروسيا هجومها هناك.
خسائر روسيا
من جهته، قدّر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز مقتل نحو ألفين إلى أربعة آلاف جندي روسي في أوكرانيا، وهو رقم يفوق كثيراً عدد الخسائر البشرية المعلن من قبل الروس قبل نحو أسبوع، والبالغ 489 قتيلاً، علماً أن الجانب الأوكراني أعلن اليوم أن عدد قتلى الجنود الروسي بلغ 12 ألفاً.
ونقلت وكالة “رويترز” عن بيرنز أن أوكرانيا تنتظر “ثلاثة أسابيع بشعة”. وأوضح أن بلاده شاركت المعلومات الاستخبارية “بكثافة” مع الأوكرانيين، بما يتضمن تفاصيل دقيقة عن الخطط العسكرية الروسية، مؤكدًا أنها تواصل مشاركة المعلومات بشكل يومي.
وأكد بيرنز أن الحرب الحالية قرّبت الأواصر أكثر بين الأميركيين والأوروبيين، مشيراً إلى أن الصين كذلك مضطربة إزاء تداعيات الغزو الروسي على الاقتصاد العالمي.
من جهتها، قالت كبيرة مسؤولي المخابرات في إدارة الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا قللت من تقدير قوة المقاومة الأوكرانية قبل شن غزو تسبب على الأرجح في سقوط الآلاف من القتلى والمصابين الروس.
وأوضحت مديرة المخابرات الوطنية أفريل هاينز أمام لجنة الاستخبارات بالكونغرس أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الرئيس الروسي يشعر “بالحزن” من فشل روسيا في إخضاع أوكرانيا وأنه يدرك أنه لا يستطيع تحمل خسارة الحرب. لكن هاينز قالت إن ما قد يعتبره بوتين انتصاراً قد يتغير بالنظر إلى التكاليف المتصاعدة للصراع بالنسبة لروسيا.
المصدر: المدن