قال كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا علي باقري كني إنه “على الولايات المتحدة أن تتخذ الخطوة الأولى في العودة الى الاتفاق النووي الإيراني”، مشيراً إلى أن إيران “متفائلة”، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية “إننا نستعد لعالم من دون الاتفاق النووي مع إيران”.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين على اختتام الجولة الجديدة من المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا في 3 كانون الأول/ديسمبر، على أن تُستأنف منتصف الأسبوع المقبل، بعد أن تبحث الدول المشاركة في عواصمها، بنود مسودتيّن إيرانيتين، علّقت عليها الأطراف الاوروبية والجانب الأميركي بأنها “غير بناءة وغير مقبولة”.
وقال كني في تصريح لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) الأحد: “بما أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018، فعليها ان تتخذ الخطوة الأولى في العودة الى الاتفاق”، مؤكداً على “موقف طهران من “ضرورة الغاء الحظر الأميركي عن الشعب الإيراني”، وقال: “لن نتراجع عن مطالبنا”.
ورأى أن المقترحات التي قدمتها طهران لأطراف اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا “موثقة ومنطقية، وبامكانها أن تكون أساساً للمفاوضات”. وقال كني إن إيران تؤمن بالمفاوضات وهي “متفائلة” بشأن النتائج المحتملة، مضيفاً أن “سلوك بعض أطراف الاتفاق النووي غير البناء في الماضي والانتهاكات المتكررة لالتزاماتهم تطلب منا عدم اظهار حسن النية”.
بدوره، قال مدير مكتب الرئيس الإيراني غلام حسين إسماعيلي إن “إيران جادة تماماً في مفاوضات فيينا”، وأن هدفها النهائي من المفاوضات هو “إلغاء العقوبات مع الحفاظ على كرامة البلاد”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن إسماعيلي الأحد قوله، “كنا على استعداد لمواصلة المفاوضات في فيينا إلا أن الأطراف الأخرى رأت أنها بحاجة إلى التوجه إلى عواصمها لمناقشة القضايا المطروحة”.
واشنطن متشائمة
على الضفة الاميركية، تراجعت آمال واشنطن بالتوصل الى ايران الى اتفاق حول برنامجها النووي بعد تعثر مفاوضات فيينا، إذ أعلن مسؤول أميركي كبير في الخارجية الأميركية أن بلاده تستعد لاحتمال عدم العودة نهائياً إلى الاتفاق النووي.
وقال المسؤول الأميركي في تصريح صحافي عبر الهاتف، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال تسعى إلى العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، لكنها “تستعد لعالم لا عودة فيه إلى هذا الاتفاق”.
ورأى أن العودة للاتفاق النووي “ممكنة”، لكنها تتطلب تنازلات من إيران والولايات المتحدة معاً، وقال إن إيران تواصل تسريع برنامجها النووي بطرق استفزازية، مشيراً إلى أن الصين وروسيا فوجئتا بمدى تراجع إيران في المقترحات التي عرضت بمحادثات فيينا الاخيرة.
وأضاف أن إيران جاءت بمقترحات “مثلت تراجعاً عن حلول عرضتها في الجولات الست السابقة من المحادثات، وصادرت جميع الحلول الوسط التي قدمها الآخرون والولايات المتحدة بشكل خاص”.
وقال المسؤول الاميركي إن استمرار العقوبات يأتي ضمن الضغوط المتواصلة على إيران من أجل دفعها للعودة إلى الاتفاق النووي. وحذر من اللجوء إلى وسائل غير الدبلوماسية، في حال لم تبدِ إيران أي حسن نية للعودة إلى الاتفاق، مضيفاً أن “هناك ثمنا ستدفعه إيران إذا مضت في انتهاك الاتفاق وتسريع برنامجها النووي”.
تحريض إسرائيلي مستمر
وفي السياق، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت إن “على إيران أن تدفع الأثمان لخرقها الاتفاق النووي”. ودعا بينيت خلال كلمة في مستهل اجتماعات الحكومة الإسرائيلية الأحد، الدول التي تتفاوض مع إيران في فيينا إلى اتباع نهج حازم ضدها.
وطالب من وصفهم بأصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة بـ”استخدام خيارات مختلفة لمواجهة الاندفاع الإيراني في مجال التخصيب”.
وقال: “لقد انتهت جولة المفاوضات الأولى بين إيران والدول العظمى من دون تحقيق أي نتائج، حيث يتفاوض الإيرانيون، كما كان متوقعا، بمهارة، وهم تراجعوا عن كافة التفاهمات السابقة كما واتخذوا موقفاً حازماً وهمجياً للغاية”.
وكان رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع قد توجه مساء السبت إلى واشنطن، لإجراء محادثات بشأن الملف النووي الإيراني. ومن المقرر أن يسلم رئيس الموساد للمسؤولين الأميركيين “معلومات استخبارية محدثة” حول البرنامج النووي الإيراني، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية.
المصدر: المدن