رأت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن على إسرائيل أن تسعى جاهدة للتوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة لمنحها “مظلة نووية” لمواجهة التهديد الإيراني، وليس الاتجاه إلى الخيار العسكري لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وتحاول إسرائيل تبني الخيار العسكري ضد إيران في محاولة ضغط إسرائيلية تهدف إلى إفشال المباحثات النووية مع طهران المنعقدة منذ الإثنين في العاصمة النمساوية فيينا.
وقال المحلل الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان للصحيفة الأربعاء، إنه ليس لدى إسرائيل قدرة حقيقية على العمل عسكرياً في مواجهة مشروع إيران النووي، مضيفاً أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، ووزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، حول استعدادات إسرائيل لهجوم عسكري ضد إيران “تصريحات فارغة وغير ضرورية”.
وتابع ميلمان أن الأطراف المشاركة في محادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، بما في ذلك إيران وروسيا والصين والقوى الأوروبية والولايات المتحدة، تدرك عدم قدرة إسرائيل على العمل عسكرياً في مواجهة إيران.
و”المظلة النووية” التي أشار إليها ميلمان، هي عبارة عن ضمانات تقدم من دول تمتلك قدرات نووية عالية ومتطورة، للدفاع عن دولة حليفة غير نووية. وقال ميلمان إنه “يمكن توسيع هذه المظلة لتشمل حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل- السعودية والإمارات والبحرين، إذا رغبوا في ذلك”.
وأضاف ميلمان أن نشر المظلة النووية من قبل الولايات المتحدة، “هو الضمان الأخير للردع في مواجهة برنامج إيران النووي، وفي مواجهة خطر تطويرها سلاحاً نووياً تستخدمه لتهديد إسرائيل لتنتزع منها تنازلات”.
وتابع المحلل الإسرائيلي أن مظلة نووية أميركية تعني أن “أي تهديد نووي توجهه إيران تجاه إسرائيل، حتى لو كان تلميحاً، سيواجه بتهديد مضاد من قبل الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة النووية ضد إيران”.
وقال: “لا يتعين على المرء أن يكون جنرالاً أو إستراتيجياً لفهم حقيقة عدم الجاهزية الإسرائيلية للعمل العسكري ضد إيران، لافتاً إلى بعد المسافة الجغرافية، على اختلاف المسارات المتوفرة للطائرات الإسرائيلية لتوجيه ضربة إلى طهران (المسار القصي: عبر العراق والأردن، والمسار الطويل: عبر الأجواء السعودية).
وأضاف أنه على الرغم من التقدم النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي، إلا أن مهاجمة إيران عبر الطائرات الحربية الإسرائيلية، بما في ذلك تلك المتطورة (أف-35) المصممة خصيصاً لمهمة الهجوم هذه، “ستحتاج إلى عملية للتزود بالوقود في الجو، مما سيبطئ العملية ويزيد من خطر كشفها بواسطة إيران”.
وفيما تحدث ميلمان عن مسار بديل- عبر الإقلاع من أذربيجان التي لها حدود مشتركة مع إيران، إلا إنه شكك بالتقارير التي أفادت بأن السلطات في أذربيجان، في معرض تقاربها من إسرائيل، أعدت مطاراً يمكن أن تقلع منه الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في طريقها إلى إيران، وقال إن “فرص موافقة أذربيجان على انطلاق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لمهاجمة إيران من أراضيها، ضئيلة للغاية أو معدومة”.
وسأل “لنفترض أن طائرات القوات الجوية ستكون قادرة على المرور عبر سماء الأردن أو العراق أو السعودية من دون أن يتم كشفها، أو أن هذه الدول ستتعاون مسبقاً مع إسرائيل.. ماذا عن الوجود العسكري الهائل في جميع أنحاء الشرق الأوسط للولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة؟ وخصوصا تركيا المعادية لإسرائيل والتي سلمت إيران في السابق عملاء في الاستخبارات الإسرائيلية”.
وأردف “إن فرصة تمكن الطائرات الإسرائيلية من العمل بهدوء، من دون أن يتم الكشف عنها، وتحت الرادار حرفياً، تقترب من الصفر”.
وذكر ميلمان أن “عملية عسكرية إسرائيلية في مواجهة إيران ستقابل بإدانة دولية جارفة وشديدة اللهجة قد تصل إلى درجة فرض عقوبات على إسرائيل”، والأسوأ من ذلك، أنها “ستعطي إيران الشرعية لإعادة تأهيل برنامجها النووي، وهذه المرة ستسارع إيران لتطوير أسلحة نووية، الأمر الذي امتنعت عنه حتى يومنا هذا”.
حشد إسرائيلي مستمر
واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لبيد، وبحثا المحادثات الجارية في فيينا حول الاتفاق النووي الايراني. ودعا لبيد إلى تشديد العقوبات على إيران وتسليط “تهديد عسكري موثوق” لمنعها من تطويرها السلاح النووي.
وقال لبيد في بيان عقب اللقاء إنه “يجب عدم رفع العقوبات عن إيران، بل تشديدها.. ويجب أن نسلط تهديداً عسكرياً موثوقاً على إيران”.
وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي الذي سبق أن دعا الغرب إلى مزيد من الحزم تجاه طهران، أن “هذا هو السبيل الوحيد لوقف سباقها نحو السلاح النووي. هذا السباق مستمر، ولم يتوقف مع المحادثات في فيينا”.
من جهته، أفاد قصر الإليزيه بأن الرئيس ماكرون ناقش مع لبيد “الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، ولا سيما ما يتعلق بالجوانب الأمنية”. وأضافت الرئاسة الفرنسية أنه تمت مناقشة “تعميق العلاقات الثنائية بين فرنسا وإسرائيل”، إضافة إلى تحركات فرنسا “لصالح استقرار المنطقة، وتطور الأوضاع في الشرق الأوسط”.
المصدر: المدن