قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 13 آخرون على الأقل، مساء الجمعة، نتيجة قصف صاروخي يعتقد أن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) نفّذته على مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا، بريف حلب، شمال غربي سورية.
وقال مصدر من داخل مدينة عفرين، لـ”العربي الجديد”، إن ثمانية صواريخ، مصدرها قوات “قسد” المتمركزة على أطراف بلدتي نبّل والزهراء استهدفت شارع الفيلات في مدينة عفرين، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 13 آخرين على الأقل، بينهم نساء وأطفال.
وأوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أن بعض الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات بحالة حرجة، وأشار إلى أن ذلك يجعل حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع.
وفي غضون ذلك، ردّت المدفعية التركية على المواقع التي انطلقت منها الصواريخ، واستهدفتها بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، ولم ترد معلومات عن قتلى أو جرحى.
واتهم ناشطون مقرّبون من “قسد” قوات النظام المتمركزة في المنطقة بالوقوف خلف عملية القصف، في حين اتهمت مصادر تركية رسمية القوات الكردية بالمسؤولية عنها.
وتخضع منطقة عفرين للسيطرة التركية منذ مطلع عام 2018، بعد أن ظلّت سنوات تحت سيطرة الوحدات الكردية، التي انسحبت من المنطقة نتيجة عملية عسكرية واسعة النطاق حملت اسم “غصن الزيتون” قام بها الجيش التركي وفصائل سورية معارضة تابعة له.
ومنذ ذلك التاريخ، ضربت انفجارات كبيرة مدينة عفرين، أدت إلى مقتل وإصابة المئات، لعل أبرزها انفجار في سوق الهال أواخر عام 2018، وانفجار صهريج مفخخ في إبريل/نيسان من العام الفائت حصد أرواح العشرات من المدنيين، والهجوم الذي طاول مستشفى الشفاء وأدى إلى مقتل وجرح 79 مدنياً، بينهم أفراد من الكوادر الطبية ومتطوعون في المنظمات الإنسانية وفِرق الإنقاذ.
وفي وقت سابق اليوم، قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة مواقع قرب القاعدة الروسية على أطراف دير جمال، وقرى المالكية وشوارغة وقلعة شوارغة ومرعناز وأبين وتنب والإرشادية، في ناحية شرا التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وذكر “المرصد السوري” أن تعزيزات عسكرية لقوات النظام، ضمّت دبابات وناقلات جند وجنوداً ومواد لوجستية، وصلت إلى المنطقة التي تعد خط اشتباك بين المعارضة و”قسد” من جهة وقوات النظام والمعارضة من جهة أخرى.
وأشار إلى أن قوات النظام ستنتشر على طول خطوط التماس مع الفصائل الموالية لتركيا في ناحية شيراوا بريف عفرين، لافتاً إلى أن التعزيزات مستمرة منذ بدء التصعيد الإعلامي التركي والحديث عن عملية عسكرية في ريف حلب الشمالي.
مقتل وإصابة 4 أطفال بانفجار لغم في تدمر
قتل طفلان وأصيب اثنان آخران بجراح، مساء اليوم الجمعة، نتيجة انفجار لغم من مخلفات الحرب في مدينة تدمر بريف حمص شرقي سورية، فيما اعترض أهالٍ من محافظة دير الزور رتلاً روسياً. ورافق الحادثة إطلاق نار وتحليق مروحيات روسية في المنطقة التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
ونقلت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية “سانا” عن مدير الهيئة العامة لمشفى تدمر الوطني وليد عودة أن طفلين قتلا وأصيب آخران بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في منطقة الجمعيات السكنية بمدينة تدمر.
وبحسب إحصائيات المرصد السوري، فإن عدد الذين قتلوا جراء انفجار ألغام وعبوات وانهيار أبنية سكنية متصدعة من مخلفات الحرب في مناطق متفرقة من الأراضي السورية في حمص وحماة ودير الزور وحلب والجنوب السوري، في الفترة الممتدة من بداية شهر يناير/كانون الثاني من العام الفائت 2019 وحتى اليوم، بلغ 633 شخصاً، بينهم 82 سيدة و228 طفلاً.
وبحسب مرصد الألغام الأرضية، الذي بدأ عام 1999، سجّلت سورية للمرة الأولى أكبر عدد لضحايا الألغام، متقدّمة بذلك على أفغانستان. وبلغ عدد الضحايا الموثّقين لدى المرصد 2729 قتيلاً ومصاباً. وسورية من بين البلدان غير الموقّعة على معاهدة حظر الألغام.
ووثّق المرصد استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، التي تشارك في العمليات العسكرية في سورية، مرجحاً استخدام جماعات مسلّحة، غير حكومية، للألغام الأرضية.
وفي سياق منفصل، اعترض أهالي قرية أبو خشب في ريف دير الزور الشمالي رتلاً تابعاً للقوات الروسية يتألف من أربع مدرعات ترافقه مروحيات أثناء مروره على طريق أبو خشب باتجاه معبر الصالحية الذي يربط مناطق سيطرة “قسد” بمناطق سيطرة النظام.
وقال الناشط جاسم عليان، لـ”العربي الجديد”، إن الأهالي أشعلوا إطارات عند دوار المعامل قرب معبر الصالحية، وأطلقوا النار في الهواء، منعاً لمرور الرتل من المنطقة الخاضعة لسيطرة “قسد”.
وأضاف أن قوات تابعة للتحالف الدولي وصلت إلى المنطقة منعاً لحدوث اشتباكات، كما حلّقت مروحيات روسية في المنطقة حماية للآليات التي تحمل جنوداً ومعدات عسكرية.
وكان مدنيون من أبناء ريف دير الزور اعترضوا العديد من الأرتال الروسية وهددوا سابقًا باستهداف أي قوة روسية تحاول دخول المنطقة الخاضعة لـ”مجلس دير الزور العسكري” الذي يعدّ أحد مكونات “قسد”.
المصدر: العربي الجديد