يكثف تنظيم «الدولة» من هجماته في منطقة البادية السورية، ضد قوات النظامين السوري والروسي، في موازاة هجمات مباغتة تستهدف عناصر ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حيث شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً لعمليات التنظيم، أسفرت عن قتلى وجرحى.
ويحاول تنظيم «الدولة» الوصول للأهداف وتحقيق نوع من التمويل الذاتي من خلال عملياته، فهو يضرب في كل الاتجاهات، ويستهدف أرتال النظام والقوات الروسية وعناصر «قسد» والميليشيات الإيرانية، خصوصاً أن البادية السورية باتساعها تؤمن له القدرة على الوصول لأطراف واسعة من الحواضر في دير الزور والرقة وحلب وحمص وحماة، وتؤمّن له قواعد انسحاب آمنة في الجبال والكهوف المتواجدة في المنطقة.
واستهدف قصف صاروخي مجهول المصدر، ليل أمس، مواقع قوات النظام السوري والقوات الروسية بمدينة في حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، مما أدى لسقوط خسائر بشرية قابلها صمت تام وتعتيم من قبل إعلام النظام.
وذكرت شبكة «عين الفرات» الإخبارية المحلية، أن نحو 14 صاروخاً من نوع «غراد» استهدفت حقل شاعر ومرآباً للآليات بداخله ما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة من مساء يوم أمس، مما أدى لمقتل عنصر من قوات النظام السوري وإصابة 6 آخرين جرى نقلهم بمروحية روسية من داخل الحقل إلى مستشفى تدمر العسكري.
وعمل الطيران المروحي الروسي على إلقاء قنابل مضيئة في أجواء الحقل بهدف كشف مواقع إطلاق الصواريخ وخوفاً من هجوم بري على المنطقة. وتعرض حقل شاعر للقصف بصواريخ الغراد ثلاث مرات خلال الشهرين الماضيين، كما ضربت الصواريخ مواقع الميليشيات الإيرانية في البادية السورية.
تزامناً، تبنى تنظيم «الدولة» هجوماً على «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تمثل العمود الفقري لـ»قسد» واستهدافهم في ريف دير الزور الشرقي. وجاء في بيان لوكالة «أعماق» الناطقة باسم تنظيم «الدولة» نشرته عبر حسابها في تطبيق «تلغرام» أن عناصر التنظيم نفذوا كميناً على آلية عسكرية لـ «وحدات حماية الشعب» مزودة برشاش ثقيل قرب حقل «الصيجان» النفطي في بادية مدينة ذيبان.
ووفقاً لبيان الوكالة، فإن التنظيم هاجم بالأسلحة الرشاشة الآلية العسكرية ما أدى لمقتل ثلاثة عناصر وإحراق الآلية المستهدفة، والسيطرة على الأسلحة.
وفي إطار ملاحقة عناصر التنظيم، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهداف سيارة تابعة للتنظيم، بصاروخ من طائرة مسيرة يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، في مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة، يعتقد بأنهما من تنظيم «الدولة».
ويرجح خبراء ومراقبون، لـ «القدس العربي» أن يستمر تنظيم «الدولة» في التصعيد من هجماته في المرحلة المقبلة، ويساعده في ذلك الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة، والتي حدّت من نجاح العملية العسكرية التي يشنها النظام وروسيا وإيران في البادية السورية.
ويقول الخبير في شؤون الجماعات والتنظيمات الجهادية، عرابي عبد الحي عرابي إن تنظيم «الدولة» يتمركز في البادية في محيط أماكن عدة أهمها، محيط المحطة الثالثة في المنطقة الصحراوية بين تدمر والسخنة من الغرب، والمنطقة 55 من الجنوب في دير الزور، ومحطة التي تو (T2) شرق حمص، ومنطقة جبل البشري في الجزء الجنوبي الشرقي من الرقة، والمسافة الممتدة من الميادين إلى البوكمال، وغرب ناحية التبني وصولاً إلى الشولا وكباجب شمالاً، ومنطقة الدفينة وفيضة ابن موينع جنوب غرب دير الزور وشمالها.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية، أن القوات الروسية استهدفت ودمرت معسكر تدريب لتنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني في ريف مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال مصدر ميداني إن طائرات الاستطلاع رصدت تحركات غير اعتيادية لعربات كانت تقوم بنقل مسلحين ومعدات لوجستية تجاه أحد مواقع تنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني» في ريف المدينة، وفق وكالة «سبوتنيك».
وأوضح أن عمليات الاستطلاع بينت أن الموقع عبارة عن معسكر تدريب يتبع للحزب الإسلامي التركستاني، ويحوي على معدات عسكرية متنوعة وآليات ومحطة اتصالات. وأضاف المصدر أن الطيران الروسي أمطر الموقع بـ 8 غارات جوية صباح الأحد، ما أسفر عن تدميره بالكامل ومقتل وإصابة أكثر من 35 مسلحاً بينهم قياديون كانوا في الموقع.
ويعرف تنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني» بقربه من «هيئة تحرير الشام» ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين، الذين يتحدرون من الأقلية القومية التركية في «شينغ يانغ» الصينية.
المصدر: «القدس العربي»