تبنى وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، خلال اجتاعهم في بروكسل، الخميس، خطة شاملة جديدة للدفاع عن منطقة أوروبا وشمال الأطلسي التابعة لـ”الناتو”، وحدّدوا فيها كيف سترد دوله على الهجمات المحتملة من قبل روسيا وخطر الإرهاب، والتي تُعتبر أول خطة منذ نهاية الحرب الباردة.
ويأتي ذلك في وقت هددت فيه موسكو بالعواقب اذا ما انضمت أوكرانيا إلى “الناتو”، بعد أن اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مهّد عملياً الطريق أمام كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهذا يعزز بالفعل التطور العسكري لكييف.
وتضمنت الخطة سيناريوهات تتراوح بين الردع والهجمات العسكرية التقليدية، والحرب المختلطة إلى الهجمات الإلكترونية وهجمات المعلومات المضللة، فضلاً عن مجموعات من الهجمات المتزامنة لدوله، إلى دول البلطيق ومنطقة البحر الأسود.
ويُعتبر أن الدافع وراء عودة “الناتو” للدفاع عن الحلف هو ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، والتخطيط هدفه أيضاً الردّ على قيام موسكو بتحديث الأسلحة النووية متوسطة المدى، وتطوير أنظمة أسلحة جديدة، علماً أن القوات الروسية قامت أخيراً بتجربة روبوتات في مناوراتها القتالية، وتعمل على استخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي السياق، أشارت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، اليوم الجمعة، إلى أنّ وزراء الدفاع اتفقوا على تمويل بمليار يورو لدعم تطوير التقنيات المتعلقة بالدفاع، لا سيما في قطاع الإنترنت.
وفي المجال نفسه، نقلت شبكة “إيه آر دي” الإخبارية الألمانية، عن الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ، قوله بعد الاجتماع في بروكسل: “إننا نعزز تحالفنا بخطط أفضل وحديثة، والاستراتيجية تهدف للاستعداد لهجمات متزامنة من قبل روسيا في دول البلطيق ومنطقة البحر الأسود، علماً أن مسؤولي “الناتو” لا يفترضون أن هناك هجوماً روسياً وشيكاً”.
توازياً، برز كلام لدبلوماسيين غربيين، وفق الشبكة نفسها، مفاده أن مفهوم الردع في المنطقة الأوروبية والأطلسية والاستراتيجية التنفيذية المرتبطة بها “كان ضرورياً”؛ لأنّ روسيا كانت تطور أنظمة أسلحة متطورة وتحرك قواتها بالقرب من الحدود الخارجية لحلف “الناتو”.
وفي الإطار، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارينباور، إنّ على “الناتو” أن يتخذ موقفاً واضحاً للغاية في ما يتعلق بالسلوك والتهديدات التي تواجه روسيا. وأشارت إلى انتهاكات المجال الجوي فوق دول البلطيق والسلوك العدواني لروسيا في منطقة البحر الأسود، قبل أن تشدد على أنه وفي الوقت نفسه، “يجب أن يظل التحالف منفتحاً على الحوار مع الكرملين”.
إلى ذلك، أبرزت كارنباور، في حديث مع إذاعة “دويتشلاند فونكه” الألمانية أخيراً “أننا مستعدون لاستخدام مثل هذه الوسائل بحيث يكون لها تأثير رادع مسبقاً، وهذه الفكرة الأساسية سيتم تكييفها مع السلوك الحالي لروسيا”، مضيفة: “نرى انتهاكات للمجال الجوي فوق دول البلطيق، كما ونشهد أيضاً هجمات متزايدة حول البحر الأسود”.
وكان الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ قد قال أخيراً إنّ العلاقات مع روسيا وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، كل ذلك بعد أن أوضح أن الصراعات تتعمق أكثر مع موسكو، وحيث حذر نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو من أنّ “كل خطوة أخرى نحو عضوية أوكرانيا ستكون لها عواقب”.
في المقابل، نفت روسيا جميع الاتهامات بأنها تتصرف بعدوانية، متهمة حلف شمال الأطلسي بزعزعة استقرار أوروبا من خلال استعداداته الاستراتيجية.
وفي سياق منفصل، حذر “الناتو” الحكام الجدد في أفغانستان من دعم الإرهابيين النشطين دولياً، حيث أبرز الأمين العام لـ”الناتو” ينس ستولتنبرغ أن لدى الحلفاء القدرة على اتخاذ إجراءات ضد التهديدات الارهابية من الجو، وهناك اتفاق على أن يبقى الحلفاء متيقظين، مشددًا على أنّ “طالبان” ستتحمل المسؤولية إذا ما خالفوا التزاماتهم في مجالي الإرهاب وحقوق الإنسان.
وكانت موسكو أعلنت، الاثنين الماضي، أنها ستعلّق نشاط بعثتها الدائمة لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل، اعتباراً من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وإغلاق مكتب الإعلام التابع لـ”الناتو”، كما وبعثة الارتباط العسكرية التابعة له في موسكو، وذلك في ردّ من الأخيرة على قرار “الناتو” بسحب اعتماد ثمانية موظفين في بعثة “الناتو” الروسية في بروكسل للاشتباه بقيامهم بالتجسس، وبأنهم يعملون سراً بصفتهم ضباط استخبارات، وتقرر تقليص التمثيل الروسي من 20 الى 10 أشخاص.
المصدر: العربي الجديد