جدد الطيران الحربي الروسي، صباح الإثنين، غاراته شمالي سورية على مناطق متفرقة من جبل الزاوية جنوبي إدلب وبريف حلب الغربي أيضا، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري على مناطق في سهل الغاب القريب من جبل الزاوية، حيث باتت تلك المناطق هدفا يوميا لنظام بشار الأسد منذ شهور.
وطاول القصف الجوي محيط نقطة المراقبة التركية في ناحية البارة التي تركز القصف عليها كثيرا خلال الأيام الماضية، سواء من الطيران الحربي أو من قوات النظام البرية والمليشيات المساندة لها. كما طاول القصف محيط نقطة المراقبة التركية في محور آفس شرقي إدلب، ولم يتسن لـ”العربي الجديد” التأكد من وقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش التركي.
وترافق القصف مع دخول رتل عسكري للجيش التركي نحو نقاط المراقبة، وضم الرتل الجديد، وفق مصادر “العربي الجديد”، عشرات الآليات والشاحنات التي تحمل مباني مسبقة الصنع، إضافة لآليات هندسية يبدو أنها جاءت لتوسعة نقاط المراقبة في المنطقة وتدعيمها.
وذكر الناشط مصطفى المحمد لـ”العربي الجديد” أن سبع غارات جوية روسية استهدفت بالصواريخ والقنابل محور بلدة دير سنبل بجبل الزاوية، فيما استهدفت أربع غارات محور بلدة البارة، ومنعت تلك الغارات السكان من الوصول إلى الأراضي الزراعية التي يعملون فيها. واستهدفت الغارات أيضا محور بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي، فيما لم تسجل إصابات بشرية بين السكان.
وأوضح الناشط أن النظام يركز جل قصفه على جبل الزاوية وقراه الخاضعة جلها لـ”هيئة تحرير الشام”، مضيفا أن جل الغارات الروسية لا تستهدف مقرات عسكرية، بل منازل المدنيين المسكونة أو المهجورة، وذلك يمنع عودة النازحين إليها كما يزيد من التدمير في بنى المنطقة التحتية، وكأن النظام يحاول مسح المنطقة بشكل كامل لمنع العودة إليها.
ولا يبدو أن هناك نية من النظام لاقتحام المنطقة أو إجراء عمل عسكري فيها في الوقت الحالي، حيث أكدت مصادر “العربي الجديد” أن جبهات النظام لم تشهد تعزيزات لافتة أو تحركات، إنما الخرق يقتصر بشكل مستمر على الاستهداف المدفعي والصاروخي أو الجوي.
وأدى القصف خلال الأسابيع الماضية إلى وقوع قتلى وجرحى جلهم من النازحين الذين عادوا إلى منازلهم في جبل الزاوية، أو عادوا إلى المنطقة لاستكمال أعمالهم في الزراعة وجني جزء من المحصول قبل تلفه رغم استمرار وتكرار القصف على المنطقة بشكل يومي.
ويسري في المنطقة اتفاق لوقف إطلاق النار منذ الخامس من مارس/ آذار عام 2020، إلا أن النظام وحلفاءه يخرقونه بشكل شبه يومي في ظل وجود نقاط المراقبة التركية. وكانت تركيا قد توصلت لهذا الاتفاق بعد محادثات مع روسيا في موسكو، وجاءت على خلفية تصعيد النظام لعملياته العسكرية واقتحامه وسيطرته على أجزاء واسعة من جنوبي إدلب.
وجاءت عملية التصعيد اليوم في إدلب بعيد تصريح من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، زعم فيه أن بلاده تأمل استئناف أعمال اللجنة الدستورية السورية، ومسار أستانة بمشاركة وفدي النظام والمعارضة.
المصدر: العربي الجديد