يضع التصعيد المتواصل من جانب النظام السوري على الأحياء المحاصرة في درعا، الائتلاف السوري أمام مسؤوليات كبيرة مع استمرار الحصار واشتداد القصف على حي «درعا البلد».
ودعا ناشطون سوريون الائتلاف إلى اتخاذ مواقف واضحة وقوية، خارج المواقف التي باتت «اعتيادية» مثل البيانات والمناشدات الدولية. وكان عدد من النشطاء قد طالبوا الائتلاف بالإعلان عن تعليق المشاركة في مباحثات اللجنة الدستورية في جنيف، إلى حين وقف التصعيد على درعا.
وعن ذلك، قلل عضو «الهيئة السياسية» في الائتلاف السوري محمد حسين قداح، وهو من درعا، من احتمالية تعليق الائتلاف لمشاركته في مباحثات الدستور السوري في جنيف، مؤكداً لـ«القدس العربي» أن «الائتلاف لم يطرح إلى الآن هذا الخيار». وأرجع ذلك، إلى أن الائتلاف لا يمثل كل الأجسام السياسية المنخرطة في مباحثات الدستور السوري، في إشارة منه إلى منصات القاهرة، موسكو، هيئة التنسيق) المعارضة المنضوية في هيئة التفاوض السورية، التي يشكل الائتلاف نواتها الصلبة).
كذلك يحتاج مثل هكذا قرار، وفق قداح، إلى التشاور مع الأطراف الإقليمية والدولية، وتحديداً تركيا التي تعد الداعم الرئيس والوحيد للائتلاف، على حد تأكيده.
وحول الخطوات التي اتخذها الائتلاف، منذ بدء التصعيد الأخير في درعا، والحصار الذي دخل شهره الثالث على درعا البلد، قال قداح «بدأ الائتلاف بالتحرك منذ اليوم الأول للتضييق على حي «درعا البلد» بحيث بدأ الائتلاف بإرسال رسائل لجهات دولية (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، جامعة الدول العربية، منظمات حقوقية أممي) تشرح الوضع الخطير في درعا، وتطالب بالتحرك الدولي في سبيل وقف التصعيد وتدارك الوضع الإنساني الكارثي». وأضاف، أنه مع بدء الحصار، واصلت «الهيئة السياسية» في الائتلاف عقد الاجتماعات بشكل دائم لمراقبة وبحث التطورات في حي «درعا البلد» و»جبل الزاوية» جنوب إدلب، وكذلك اجتمع رئيس الائتلاف الجديد سالم المسلط بالوفد الأمريكي المسؤول عن الملف السوري، وكذلك بوفد بريطاني، وأيضاً بنائب وزير الخارجية التركي، وكل هذه اللقاءات كانت في سياق التطورات بدرعا».
وأكد قداح، قيام المسلط بلقاءات مع عدد من السفراء في العاصمة التركية أنقرة، لوضع العالم أمام مسؤولياته.
وفي السياق ذاته، قال عضو الائتلاف، إن العالم كله بات يدرك أن روسيا هي أحد الأطراف المشاركة في التصعيد على درعا، ولو كان لديها الرغبة بوقف التصعيد وفك الحصار لكانت فعلت ذلك، والحصار دخل شهره الثالث، مشيراً إلى «مساندة روسيا لقوات النظام والميليشيات الإيرانية بالصواريخ والراجمات، لتدمير الأحياء المحاصرة». وأضاف قداح، أن كل ما جرى يؤكد أن روسيا ليست ضامناً في الجنوب السوري، ما يثير تساؤلات من وجهة نظره عن أسباب الصمت الدولي والعربي حيال ما يجري في درعا.
وعن مستقبل التصعيد في درعا، حذر عضو الائتلاف من وقوع مذابح ومجازر فيها، قائلاً: «المذبحة بدأت، وروسيا تمارس سياستها المعهودة، أي القتل بشكل تدريجي، بحيث يودي القصف يومياً بحياة العشرات من أبناء درعا». والمؤسف، من وجهة نظر قداح، هو الصمت الأردني والخليجي، علماً بأن إيران صارت على حدودها، مختتماً بقوله «بعد درعا، تخطط إيران للتمدد في الأردن، ومنها إلى مكة المكرمة».
وكان الناطق الرسمي باسم لجنة المفاوضات في درعا عدنان المسالمة، قد أعلن انهيار المفاوضات مع النظام السوري، مؤكداً أن المفاوضات انهارت نتيجة فرض النظام لشروط جديدة منها وضع نقاط عسكرية داخل درعا البلد، ولذلك عاد القصف لتلك الأحياء.
وأضاف المسالمة في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، أن إصرار النظام على هذه الآلية لن ينجم عنه أي تهدئة رغم محاولات الطرف الروسي، متهماً موسكو بالوقوف مع دمشق والضغط على الفصائل، وقال «في واقع الأمر نرفض الحرب، لكن النظام يحاول دخول درعا البلد بعد حصارها منذ أكثر من 70 يوماً».
المصدر: «القدس العربي»