حمّلت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد النظام السوري مسؤولية تهجير السكان والتسبب في مقتل المدنيين خصوصاً في محافظة درعا.
وقالت المندوبة الأميركية خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول مستجدات الأزمة السورية، إنه “يجب على النظام السوري السماح للمنظمات الإنسانية بدخول درعا لتقديم المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها، ليتمكنوا من إنقاذ الأرواح، ونحث أولئك الذين لهم نفوذ على نظام الأسد على التوسط لإيجاد حل”.
وأشارت غرينفيلد إلى أن الحصار الذي يفرضه النظام السوري على درعا، يفاقم الأزمة الإنسانية ومعاناة السكان. وقالت إن المنظمات الإنسانية على استعداد لتقديم المساعدة التي يحتاجها السكان، لكن نظام الأسد لا يسمح بذلك، ويجب عليه منحها إمكانية الوصول إلى درعا على الفور حتى تتمكن من إنقاذ أرواح السكان.
من جانبه، طالب المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا المعارضة المسلحة إلى إلقاء السلاح أو الرحيل، متهماً أياها بأنها لا تتقيد بوقف إطلاق النار الذي تحقق في 14 آب/أغسطس برعاية روسية.
بدوره، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن إلى إنهاء فوري للعنف في درعا وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وخلال إحاطة قدمها إلى أعضاء مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا، عبّر بيدرسن عن أسفه الشديد للتصعيد العسكري في أجزاء عديدة من سوريا، موضحاً أن الجنوب الغربي، خصوصاً في درعا، شهد انتشاراً كبيراً للوحدات المقاتلة، بالإضافة إلى القصف العنيف والاشتباكات البرية.
ولفت إلى أنه اتصل بكل أطراف القتال من أجل إنهاء العنف على الفور والوفاء بالتزاماتها بموجب العمل الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية. ودعا إلى وصول فوري وآمن وبدون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق والمجتمعات المتضررة، مطالباً بتفادي أي عملية نزوح والسماح لسكان درعا بالعودة إلى ديارهم بسلامة وكرامة.
وقال بيدرسن إنه “يسعى حالياً إلى التوصل إلى اتفاق مستدام لإنهاء النزوح”، مطالباً بالسماح لفريق عمله بالوصول إلى درعا، وأعاد طرح مبادرة تجمع الدول المعنية في الملف السوري خلال لقاء غير رسمي في جنيف.
كذلك تحدث عن التوترات الشديدة في شمال غربي سوريا، لافتاً إلى أن الأشهر الماضية شهدت تكثيفاً للضربات الجوية والقصف المدفعي مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى المدنيين بينهم نساء وأطفال. وأضاف أن المناطق الشمالية الشرقية من الرقة والحسكة شهدت المزيد من أعمال العنف.
وفي الشأن السياسي تحدث بيدرسن عن جهوده لتيسير عقد جولة سادسة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية، موضحاً أنه التقى في الأسابيع الأخيرة مع الرئيس المشارك من هيئة المفاوضات السورية هادي البحرة، والرئيس المشارك من النظام السوري أحمد الكزبري. وأفاد بأنه ناشد الطرفين إظهار مرونة بغية الخروج من المأزق وعقد جلسة جديدة في أسرع وقت ممكن.
ودفع التصعيد العسكري بين قوات النظام ومقاتلين معارضين في درعا أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح خلال شهر تقريباً. وأحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان نزوح 38 ألفاً و600 شخص إلى مدينة درعا ومحيطها، فرّ معظمهم من درعا البلد.
ويتوزع النازحون بين نحو 15 ألف امرأة وأكثر من 3200 رجل ومن كبار السن، إضافة إلى أكثر من 20 ألفاً و400 طفل.
المصدر: المدن