هل تنجح الوساطة الأردنية في نزع فتيل التوتر بدرعا؟

يمان نعمة

أظهرت التطورات الأخيرة في درعا، والتصعيد الذي يشهده حي “درعا البلد”، أن الجنوب السوري على قائمة أولويات الدول الإقليمية والفاعلة في الشأن السوري.
وبعد فشل روسيا حتى الآن في التوصل إلى حل يضمن استقرار الجنوب السوري، أعلن الكرملين عن لقاء مرتقب بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك الأردني عبد الله الثاني، الاثنين، لبحث ملفات عديدة أبرزها الوضع في سوريا، والأوضاع في درعا.
ومن المرجح أن يأخذ النقاش حول درعا حيزا واسعا من نقاشات القمة الأردنية-الروسية، بسبب حساسية التطورات في الجنوب السوري للأردن، التي تخشى من استغلال إيران للتوتر، بزيادة انتشار المليشيات المدعومة منها على مقربة من حدود المملكة مع سوريا.

وما يبدو واضحا لمراقبين تحدثت إليهم “عربي21″، أن الخطوة الأردنية تأتي في إطار متابعتها للتطورات في الجنوب السوري، وخصوصاً أنها كانت واحدة من الدول الضامنة لاتفاق التسوية بين النظام السوري وفصائل درعا، في صيف العام 2018.

والسؤال: هل قررت الدول الإقليمية التدخل بشكل مباشر في ملف درعا، لحسمه بعد عجز روسيا عن تحقيق ذلك؟

وفي هذا الإطار، قال عضو “اللجنة الدستورية” عن المعارضة السورية، الدكتور إبراهيم جباوي من درعا، إن الدول الإقليمية والدولية لم تهدأ منذ بدء التصعيد الأخير من جانب النظام على درعا.

وأضاف الجباوي في حديث خاص لـ”عربي21″ أن ما يؤكد وجود ضغوط دولية على روسيا التي تعد ضامنا لاتفاق الجنوب، هو عدم دعم القوات الروسية لمحاولات اقتحام حي درعا البلد من قبل “الفرقة الرابعة” المحسوبة على إيران.

وقال إن الواضح أن المجتمع الدولي والدول الإقليمية على وجه الخصوص، تريد احتواء الموقف، في الوقت الذي تبدو فيه إيران أقرب إلى دفع “الفرقة الرابعة” للمضي في خيار التصعيد، غير آبهة بالضغوط الدولية.

وحسب الجباوي، فإن مضي إيران بالتصعيد سيكون وبالا عليها من قبل ثوار درعا، ومن المجتمع الدولي.

وحول الأردن، شدد الجباوي على أن الأردن لم يدخر جهدا لاحتواء التوتر في الجنوب، واضعا الزيارة التي سيجريها الملك الأردني عبد الله الثاني إلى روسيا في هذا الإطار.

وساطة أردنية

من جانبه، قال الباحث في مركز “جسور للدراسات” فراس فحام، إن التحرك الأردني نحو روسيا يأتي في إطار وساطة أردنية، تقوم بها المملكة بالنيابة عن محور كامل يضم الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وفي حديثه لـ”عربي21″، أوضح الباحث أن الوساطة الأردنية تبحث في إعطاء روسيا بعض المكاسب الاقتصادية، من قبيل الدعم المحدود لإعادة إعمار سوريا، مقابل التجاوب في ضبط المليشيات الإيرانية في سوريا.

وقال فحام: “تستخدم روسيا ورقة المليشيات الإيرانية لابتزاز دول الجوار السوري، التي لديها مخاوف من التغلغل الإيراني”.

وفي السياق ذاته، وضع فحام قرار الأردن فتح معبر جابر/نصيب مع سوريا في إطار حسن النوايا، مشيرا كذلك إلى إزالة بريطانيا لاسم رجل الأعمال طريف الأخرس (ابن عم أسماء زوجة بشار الأسد) من قائمة العقوبات، وقال: “يأتي ذلك في إطار تقليص نفوذ إيران في سوريا، وعلى هذا الأساس تنشط الأردن لقيادة هذه الوساطة”.

ووفق فحام، فإن ما جعل الأردن في قيادة الوساطة هو تجاربها “المشجعة” مع روسيا، حيث مهد تفاهم روسي أردني في العام 2017، الطريق أمام عقد اتفاق الجنوب في صيف العام 2018.

ولا تفضل روسيا خيار الحسم العسكري، بحسب الباحث، لأن ذلك يزيد من نفوذ إيران في الجنوب السوري.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد أكدت قبل أيام، أن الأردن يسعى ليلعب دورا في تسوية الأوضاع في سوريا، كاشفة عن اقترح الملك عبد الله خلال لقائه الأخير مع بايدن في واشنطن، أن “تتفق مجموعة دول مؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن ودول أخرى، على خريطة طريق لاستعادة السيادة والوحدة في الأراضي السورية”.

ولا تزال قوات النظام تطبق حصارها على حي “درعا البلد” منذ نحو شهرين، وتهدد باقتحام الحي، وسط تعثر في المفاوضات بين قوات النظام وثوار درعا.

المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى