دفعت قوات النظام السوري، الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى تخوم مدينة طفس غرب محافظة درعا، فيما قُتل أربعة عناصر وأصيب 13 آخرون من الميليشيات الإيرانية، إثر هجوم شنته خلايا تنظيم “داعش” على نقطة عسكرية للميليشيات الموالية لإيران في بادية البوكمال شرق محافظة دير الزور.
وأكد أبو البراء الحوراني، عضو “تجمع أحرار حوران”، في حديث لـ “العربي الجديد”، أن “قوات النظام السوري متمثلة بميليشيات من الفرقة الرابعة دفعت، ظهر الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية إلى تخوم مدينة طفس غرب درعا”.
وأوضح الحوراني أن “قوات النظام، أغلقت صباح الثلاثاء، الطريق الواصل بين مدينة طفس وقرية الطيرة، تزامن ذلك مع إخلاء بعض المزارع وسرقتها من محتوياتها، بالإضافة لإغلاق الطريق الفرعي الواصل بين مدينة طفس وبلدة عتمان غرب محافظة درعا، جنوب سورية”.
من جهة أخرى، نعت صفحات موالية للنظام السوري، مقتل ضابط برتبة ملازم أول وعنصر مرافق له، اليوم الثلاثاء، على محاور جبهات القتال في جنوب محافظة إدلب.
وأوضح مصدر عسكري في غرفة عمليات “الفتح المبين” لـ”العربي الجديد” أن “ضابطاً يعمل ضمن مجموعات الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وعنصرين آخرين، أمس الإثنين، قتلوا إثر محاولتهم التسلل إلى نقاط فصائل المعارضة السورية بالقرب من بلدة الرويحة بوابة جبل الزاوية من الجهة الجنوبية الشرقية، جنوب محافظة إدلب”.
وكانت قوات النظام السوري، قد استهدفت بالمدفعية الثقيلة والصواريخ محيط القاعدة التركية، فجر الثلاثاء، بالقرب من بلدة البارة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، دون وقوع إصابات بشرية، بالإضافة لقصف مدفعي طاول بلدتي كنصفرة وفليفل في الريف ذاته.
“داعش” يوقع قتلى من المليشيات الإيرانية في البادية
من جهة أخرى، قال الناشط أبو عمر البوكمالي لـ”العربي الجديد” إن أربعة عناصر (سوريي الجنسية) يعملون ضمن ميليشيا “هاشميون” المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني” قُتلوا، وأصيب ثلاثة عشر عنصراً آخرين غالبيتهم في حال خطرة، إثر هجوم عنيف شنه عناصر خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي على نقطة للميليشيا في مدخل بلدة الصالحية غرب مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، شرق سورية.
وأوضح البوكمالي أن “الاشتباكات استمرت بين عناصر (داعش) من جهة، وعناصر (هاشميون) من جهة أخرى، لأكثر من ساعة لينسحب بعدها عناصر التنظيم نحو عمق البادية بآليات مزودة برشاشات متوسطة، واغتنام كميات من الأسلحة والذخائر وسيارتين من نوع بيك آب مزودة برشاشات متوسطة، بالإضافة لقاعدة إطلاق صواريخ مضادة للدروع من نوع (كورنيت) من داخل النقطة”.
وأشار البوكمالي إلى أن “ميليشيات الحرس الثوري الإيراني استقدمت تعزيزات عسكرية من الميليشيات الموالية لها عقب الهجوم، لتمشيط محيط النقطة، ونقل المصابين الى المشفى العسكري بمدينة الميادين بالريف ذاته”، لافتاً إلى أن “معظم منتسبي ميليشيا “هاشميون”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، من السوريين ينحدرون من بلدات المريعية والصياد والسويعية وغيرها بريف دير الزور الشرقي”.
وكثفت خلايا تنظيم “داعش” خلال الأشهر الأخيرة من هجماتها من خلال نصب الكمائن واستهداف الأرتال والنقاط العسكرية والقوافل النفطية التابعة لقوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بروسيا وإيران في البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام الممتدة من مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية السخنة بريف حمص الشرقي.
وأدت هجمات “داعش” إلى مقتل العشرات من عناصر قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بالتزامن مع إطلاق حملات عسكرية لتمشيط البادية بين الحين والآخر من قبل روسيا والميليشيات التي تدعمها، لكن جميع تلك الحملات لم توقف هجمات خلايا التنظيم أو السيطرة عليها حتى الآن، لاسيما أن الطائرات الحربية الروسية تنفذ بشكل يوم أكثر من 20 غارة تستهدف كهوفاً يستخدمها عناصر التنظيم كأوكار في البادية السورية.
مقتل قيادي بـ”شام الإسلام” في إدلب
في سياق آخر، قُتل القيادي في جماعة “شام الإسلام” المتشددة، المدعو أبو الفاروق المغربي (مغربي الجنسية)، الثلاثاء، إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مجموعة ملثمة أثناء عودته من جبهات القتال على أحد الطرق الفرعية القريبة من مدينة جسر الشغور، غرب محافظة إدلب.
وقُتل أربعة عناصر وأصيب 13 آخرون من الميليشيات الإيرانية، إثر هجوم شنته خلايا تنظيم “داعش” على نقطة عسكرية للميليشيات الموالية لإيران في بادية البوكمال شرق محافظة دير الزور، على الحدود السورية العراقية.
وأكدت مصادر محلية من محافظة إدلب لـ”العربي الجديد” أن “مجموعة ملثمة يستقلون سيارة مغلقة “فان”، هاجموا بالأسلحة الفردية، الثلاثاء، سيارة القيادي العسكري في جماعة (شام الإسلام) المدعو أبو الفاروق المغربي ضمن أحد الطرق الفرعية القريبة من مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، أثناء عودته من مقره العسكري في تلال الكبانة شرق محافظة اللاذقية، ما أدى لإصابته بثماني طلقات نُقل على إثرها إلى المستشفى، ليفارق الحياة عصر اليوم متأثراً بجراحه التي أُصيب بها”.
وتعتبر حركة “شام الإسلام” جماعة جهادية، معظم مقاتليها من المغاربة، ويبلغ عددهم نحو 40 مقاتلاً، ونشطت الجماعة خلال فترة ظهور التنظيمات المتشددة في سورية، كما أعلنت في 25 يوليو/ تموز لعام 2014 بأنها أصبحت جزءاً من “جبهة أنصار الدين” التي تشكلت في حلب، وبعدها تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية في 24 سبتمبر/ أيلول لعام 2014.
على صعيد آخر، قضت امرأة وطفلة، مساء الثلاثاء، إثر قصف مكثف من قبل القوات التركية، استهدف الأحياء السكنية في بلدة أبو رأسين التي تُسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بريف الحسكة الشمالي، شمال شرق سورية.
وقالت مصادر محلية لـ “العربي الجديد” إن “امرأة تدعى ندوى النفيخ (45 عاماً) وطفلة قضيا مساء الثلاثاء، بالإضافة لإصابة عشرة مدنيين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، إثر استهداف الجيش التركي بأكثر من 50 قذيفة مدفعية وصاروخ، الحي الغربي في بلدة أبو رأسين شمال الحسكة”.
وأضافت أن “قصفاً تركياً مماثلاً استهدف قرى باب الخير، وباب الفرج، وتل الورد، والربيعات، وشو، التابعة لبلدة أبو رأسين في الريف ذاته، بالإضافة لتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في سماء المنطقة”.
ويأتي القصف التركي المستمر منذ خمسة أيام بالتزامن مع اندلاع اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر بين القوات التركية و”الجيش الوطني” المعارض من جهة، و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) من جهة أخرى، على محاور الجبهات بين الطرفين بالقرب من منطقة رأس العين شمال الحسكة، وأدى ذلك لوقوع قتلى وجرح من الطرفين، دون إحراز أي تقدم يذكر.
الأردن يحبط محاولة تهريب ذخائر ومخدرات قادمة من سورية
من جهة أخرى، أحبطت السلطات الأردنية، الثلاثاء، عملية تهريب مخدرات وذخيرة قادمة من سورية إلى الأردن، وهذه المرة الرابعة التي يعلن فيها الأردن إحباط محاولة تهريب من سورية منذ بداية أغسطس/ آب الحالي.
وأعلنت “القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي”، عن إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، وكمية من مخازن الذخيرة وسلاح الكلاشنكوف والذخيرة الحية، فجر اليوم الثلاثاء، من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”.
وقال مصدر عسكري مسؤول في الجيش الأردني إنه “تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى إصابة بعض المهربين وفرار الآخرين إلى داخل العمق السوري، وبعد تفتيش منطقة التهريب، تم العثور على كميات كبيرة من المواد المخدرة وسلاح كلاشنكوف وكمية من الذخيرة الحية، مؤكداً أن “القوات المسلحة الأردنية ستتعامل بكل قوة وحزم مع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب لحماية الحدود ومنع من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني الأردني”.
وكانت القوات المسلحة الأردنية قد أعلنت خلال أغسطس/ آب الجاري عن إحباط ثلاث محاولات تهريب مخدرات من سورية إلى أراضي المملكة، اثنتان منها كانتا في آن واحد.
المصدر: العربي الجديد