بينما تتواصل الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في حقلي العمر وكونيكو النفطيين شرقي دير الزور، أكدت مصادر خاصة لـ«القدس العربي» وصول وفود إيرانية عسكرية إلى المنطقة. وأشار الصحافي عهد الصليبي من شبكة «نهر ميديا» إلى اجتماع وفد إيراني بعد دخوله من البوابة الحدودية العراقية ـ السورية العسكرية (غير الشرعية) السبت، بقيادات من الميليشيات الإيرانية في منطقة الجمعيات بريف دير الزور الشرقي، وبوجهاء من عشائر المنطقة في منطقة الزويعية. وقال: «وفق المتداول فإن الاجتماعات ركزت على عمليات ترميم وإصلاح المواقع المدنية والعسكرية التي تعرضت للدمار نتيجة الضربات الجوية الأمريكية».
وعن مآل التصعيد، يعتقد الصليبي أن الخيارات محصورة بين تزايد حدة التصعيد، وانزلاقه نحو مواجهة قد تنهي وجود الميليشيات الإيرانية شرقي نهر الفرات أو ما يعرف في منطقة «الجزيرة» الخاضعة لـ«قسد» وبين استعادة الهدوء، مستدركاً: «يعكس الرد الإيراني وتركز الضربات على محيط القواعد الأمريكية، عدم رغبة طهران بالتصعيد».
وأكدت مصادر لـ«القدس العربي» قيام ميليشيات إيرانية بنصب قواعد صواريخ خلال الفترة الماضية، في مناطق عدة شرقي دير الزور، وعملت على تغطيتها وتمويه أماكن تواجدها خوفاً من استهدافها بغارات طيران التحالف الدولي.
وأكد الصحافي في شبكة «عين الفرات» يزن توركو، أن خبراء عسكريين من إيران وصلوا المنطقة، وتوزعوا صباح الأحد، على نقاط ومقرات الميليشيات الإيرانية في الميادين وريف دير الزور الغربي وريف الرقة الشرقي، حيث من المحتمل أن يقوم الخبراء بتدريب عناصر الميليشيات على إطلاق الصواريخ، لاستهداف القواعد الأمريكية. وأضاف لـ«القدس العربي» أن الخبراء توزعوا على محيط نقاط التماس مع مناطق سيطرة «قسد» تزامن ذلك مع قيام الميليشيات بنشر منصات صواريخ بعضها حقيقي وآخر وهمي، ووفق مصادرنا فإن الميليشيات تلقت جوامر بضرب المصالح الأمريكية في المنطقة.
وقبل ذلك، وفق توركو، اجتمعت ميليشيات «الحشد الشعبي» المتواجدة في سوريا ومنها «حزب الله، والنجباء، وسيد الشهداء» في منطقة الهري الحدودية، وخرج الاجتماع بقرارات أهمها، استهداف قواعد الولايات المتحدة على الضفة المقابلة، وإخلاء العديد من المقرات خشية استهدافها، مقابل الاستيلاء على منازل جديدة للمدنيين وتحويلها لمقرات عسكرية بغرض التمويه، كما جرى في البوكمال. تزامناً، أكد الصحافي قيام الميليشيات بنقل أسلحة إلى النقاط العسكرية في ريف دير الزور. وقبل أيام كانت ميليشيات عراقية قد توعدت بالرد على مقتل عناصر لها خلال الضربات في 27 حزيران/يونيو، وقال القائد العام لميليشيا «سيد الشهداء» المدعو أبو العلاء ولاء، «نريد عملية تليق بهؤلاء الشهداء، حتى لو جاء كتأخرا، فإن الوقت ليس مهماً» مؤكدا جنهم سيستخدمون طائرات بدون طيار في هجمات مستقبلية».
وتخشى القوات الأمريكية من استخدام الميليشيات للمسيرات، مما يؤدي إلى إشاعة حالة من عدم الاستقرار في صفوف القوات المتواجدة في سوريا. وفي العراق الذي يُسجل هجمات ضد القواعد الأمريكية، أعلنت ميليشيا كتائب «سيد الشهداء» السبت، عن وجود «وساطات» من أطراف متعددة تهدف لإيقاف التصعيد واستهداف القوات الأمريكية في العراق. وقال الناطق باسم الميليشيا «كاظم الفرطوسي» أن فصيله رفض بشدة أي وساطات فيما يخص إيقاف هجماتها ضد القوات الأمريكية، مضيفاً أن التصعيد المستمر ضد القوات الأمريكية جاء بهدف إخراج قواتها بالكامل من العراق، ولن تتم التهدئة بخلاف ذلك، مهما كانت الضغوطات على الميليشيات. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أعلنت، في أواخر حزيران/يونيو، تنفيذ طائرات أمريكية نوع «أف 15 و أف 16» هجمات ضد ثلاثة مواقع تستخدمها ميليشيا «حزب الله» وميليشيا «كتائب سيد الشهداء» في مدينتي البوكمال السورية، والقائم العراقية.
المصدر: القدس العربي»