لم تنتهِ تداعيات مشاركة اللاجئين السوريين في الانتخابات الرئاسية السورية في لبنان، فبعد الاحتكاكات التي حصلت في أكثر من منطقة بين سوريين متوجهين للتصويت ولبنانيين، بدأت في بعض المناطق عمليات ترحيل مَن شاركوا بالانتخابات والاستعداد إلى طردهم.
بلدة “وادي خالد” شمال لبنان المحاذية للحدود مع سوريا، كانت من بين أُولى البلدات التي بدأت بتطبيق القرار حيث شرعت بترحيل اللاجئين السوريين الموالين للأسد، ممن شاركوا بما سماه أهالي البلدة “مسرحية الانتخابات” بسفارة النظام السوري في لبنان، ونشر أهالي البلدة بياناً استنكروا فيه ما أسموه سكوت موالي الأسد عن “دماء الشهداء وتهجير الشعب السوري”، وقال البيان: “مثلما مارس أولئك المؤيدون حقّهم في الانتخابات، فسوف يمارس أهالي وادي خالد حقهم بالوقوف عند كرامتهم وترحيل كلّ مَن يثبت أنّه انتخب بشار الأسد”.
أحد اللاجئين في البلدة ممن لم يشاركوا في الانتخابات أكد في حديث خاصّ لـ”موقع نداء بوست”، أن أهالي البلدة بدؤوا بالفعل بترحيل كل اللاجئين الذين شاركوا في هذه الانتخابات وصوتوا لصالح الأسد، وأشار إلى أن بعض المناطق المجاورة للبلدة بدأت تستعدّ لاتخاذ الخطوات نفسها”.
وقال أحد المسؤولين في المنطقة (فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ شخصية): “إن التحركات التي حصلت في البلدة تحركات فردية ضد السوريين الموالين للأسد”، وأشار في حديث خاصّ لـ”نداء بوست” أن نسبة المشاركين بهذه الانتخابات من منطقة وادي كانت ضئيلة جدّاً، وتقسم إلى ثلاث فئات، فئة عميلة للنظام ورئيسها وكانت تسوّق لهذه الانتخابات، وفئة ثانية تعرضت لعدد من الضغوط والتهديد من أجل المشاركة والتصويت للأسد، والفئة الثالثة تتمثل بمن لهم مصالح شخصية مع النظام”.
وفي حديث خاص لموقع “نداء بوست” أشار مصدر مطلع (فضّل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية)، أن بعض البلدات البقاعية تستعدّ لطرد كل اللاجئين السوريين الموالين للنظام السوري والذين شاركوا بهذه الانتخابات، قائلاً: “لعنة النظام ورئيسه تلاحق السوريين أينما حلّوا”.
وكانت عدة تيارات سياسية لبنانية، وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب، طالبوا بترحيل كل لاجئ سوري شارك في مسرحية انتخابات الأسد، والذين لا تتعدى نسبتهم اثنين بالمئة.
وفي حديث خاصّ لموقع “نداء بوست” أكد أعضاء في حزب الكتائب اللبنانية أنهم يعملون مع عدد من المنظمات الحقوقية في لبنان على إحصاء أعداد وأسماء كل الذين شاركوا في الانتخابات من أجل ترحيلهم من لبنان وإعادتهم إلى سوريا وإسقاط صفة اللاجئين عنهم.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية تزويدها بأسماء السوريين الذين شاركوا بالانتخابات الرئاسية لشطبهم من لوائح اللاجئين وسحب بطاقاتهم ووقف المعونة عنهم؛ لأن اقتراعهم يعني أنه لا شيء يمنع من عودتهم إلى بلدهم.
المصدر: نداء بوست