التزمت موسكو الصمت أمس، حيال الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع على الساحل الغربي لمدينة اللاذقية قرب قاعدة «حميميم» الجوية الروسية. ولم يصدر خلال ساعات النهار أمس، أي تعليق على المستويين العسكري أو الدبلوماسي الروسي على التطور النادر من نوعه؛ لأن إسرائيل لم يسبق أن استهدفت مواقع تقع في محيط القاعدة الروسية.
وفي مقابل الصمت الرسمي، نقلت وسائل الإعلام الروسية بيانات الجيش السوري وبثت صور فيديو أظهرت المواقع المستهدفة. وبرزت تعليقات بعض المحللين في وسائل إعلام روسية، أشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي «أبلغ بالتأكيد الطرف الروسي بموعد الضربات والمواقع المستهدفة». وقد يفسر هذا عدم تعليق موسكو، لكن الجانب الروسي كان أعلن في وقت سابق عن قلق بسبب عدم قيام الإسرائيليين بإبلاغ العسكريين الروس «قبل وقت كافٍ». وفي غارات سابقة تلقت موسكو معلومات من الجانب الإسرائيلي قبل دقائق معدودة من وقوع الغارة.
وكان الجيش السوري أعلن، أن الدفاعات الجوية أسقطت صواريخ إسرائيلية عدة خلال غارات قبل الفجر على مدينة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط. وأفاد البيان العسكري، بأن الضربات الجوية أصابت مناطق عدة على طول الساحل الجنوبي الغربي من اللاذقية. وقُتل مدني وأصيب ستة في إحدى الضربات التي قال الجيش إنها استهدفت مصنعاً مدنياً للبلاستيك في اللاذقية. وقال البيان «تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها».
وذكرت وسائل إعلام في وقت سابق، أن الهجوم الإسرائيلي أصاب كذلك بلدة الحفة شرقي اللاذقية ومصياف في محافظة حماة.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف طال مواقع عسكرية لقوات النظام والمجموعات الموالية لإيران في المنطقتين، مستهدفاً مستودعات أسلحة وذخائر. وتسبب في إصابة 14 مقاتلاً، لم يُعرف ما إذا كانوا موالين لدمشق أو طهران، إلى جانب الجرحى المدنيين.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول القصف.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صوراً تظهر فتاة صغيرة ممددة على سرير داخل مشفى بينما يعاين أطباء إصابتها وآثار دماء عليها. ويبدو في صورة أخرى رجل مسن ممدد على سرير بينما قناع أكسجين مثبت على وجهه.
وفي صور أخرى، تظهر فجوة كبيرة أحدثها القصف في جدار مطبخ، وثياب مكومة على الأرض، بينما تغطي حجارة صغيرة وغبار سريراً.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري قرب حدودها.
وكانت إسرائيل صعدت في الأشهر الأخيرة ضد أهداف مرتبطة بإيران داخل سوريا. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر لمخابرات غربية إن الضربات تستهدف بشكل أساسي مراكز أبحاث لتطوير الأسلحة ومستودعات ذخيرة وقوافل عسكرية تنقل صواريخ من سوريا إلى لبنان.
ولم تعترف دمشق قط بأن إسرائيل تهاجم أهدافاً مرتبطة بإيران، وأكدت أكثر من مرة أن إيران ليس لها سوى مستشارين عسكريين في البلاد.
وأرسلت إسرائيل مندوبين بارزين إلى واشنطن الأسبوع الماضي لبحث مسألة إيران مع الجانب الأميركي. وقال البيت الأبيض، إن المسؤولين اتفقوا على «التهديد الكبير» الذي يمثله سلوك إيران الإقليمي.
المصدر: الشرق الأوسط