يشهد الشمال السوري تطورات ميدانية عدة، شرقاً وغرباً، ففي حين تستمر التعزيزات التركية نحو بلدة عين عيسى شمالي الرقة، لا تزال مدفعية الجيش التركي تقصف مواقع لـ “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في البلدة، في مؤشر على احتمال تصاعد الأحداث.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استهداف مجهول شهدته قاعدة تركية في ريف إدلب شمال غربي سورية، فيما يتصاعد القصف الروسي على تحصينات لتنظيم “داعش” الإرهابي في البادية السورية شرقي البلاد، في استمرار لحملات الروس والنظام بضرب خطوط تواصل التنظيم.
وقالت مصادر “العربي الجديد” إن الجيش التركي أرسل تعزيزات كبيرة مساء أمس باتجاه جبهات بلدة عين عيسى شمال الرقة، في حين كثفت المدفعية ضرباتها على مواقع “قسد” في محيط البلدة، وذلك بالتزامن مع ورود معلومات حول ضغط الروس على “قسد” لتسليم تلك المواقع للنظام السوري.
ويوم أمس، شهد محيط البلدة قصفاً مكثفاً بحوالي أكثر من 200 قذيفة من قبل المدفعية التركية استهدف مواقع “قسد” شمالي البلدة وقرية المعلق في محيطها، ردت عليه “قسد” بقصف مواقع لـ “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا قرب خطوط التماس من بلدة عين عيسى، بالتزامن مع تحليق لسلاح الجو الروسي في سماء البلدة ومحيطها.
وتسيطر على البلدة “قوات سورية الديمقراطية” بشكل رئيسي، وتتخذ فيها مقرات لبعض الإدارات التابعة لـ “الإدارة الذاتية” الكردية، في حين توجد في البلدة قوات من النظام السوري التي تنتشر على بعض مواقع التماس مع “الجيش الوطني” والقوات التركية مع وجود روسي كذلك داخل البلدة.
وفيما تحدثت مواقع إعلامية عن بدء تركيا لهجومها على البلدة فعلياً، إلا أن مصادر “العربي الجديد” نفت تلك المعلومات، معتبرة أن ما يحدث هناك لا يزال ضمن إطار المناوشات وتبادل القصف المدفعي.
بدوره، نفى الرائد يوسف حمود المتحدث باسم “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، بدء الهجوم على مواقع “قسد” في عين عيسى، إلا أنه أكد في حديث مع “العربي الجديد” أن هناك زيادة في تدعيم القواعد والوجود سواء للجيش الوطني أو الجيش التركي في محيط بلدة عين عيسى، معتبراً أن القصف على مواقع “قسد” في محيط البلدة يأتي ضمن الرد على بعض الخروقات، التي لم تصل إلى مرحلة تنفيذ هجوم واسع وشامل.
في إدلب، شهدت النقطة التركية في بلدة رام حمدان شمالي المحافظة هجوماً مجهولاً باستخدام صاروخ موجه محمول على الكتف، ما أدى لإصابة جندي تركي إصابة خفيفة، وإحداث أضرار في ممتلكات النقطة العسكرية التركية.
كذلك شهد طريق حلب – اللاذقية الدولي “أم 4” المار من إدلب، انتشاراً للجيش التركي على الطريق قرب مدينة أريحا، حيث عمدت وحدات وفرق هندسة إلى تفجير بعض العبوات الناسفة التي تم زرعها على جانبي الطريق، ويأتي ذلك في ظل حملة تركية لتمشيط وتنظيف الطريق من العبوات الناسفة التي بدأت منذ حوالي أسبوع ولا تزال مستمرة.
شرقي سورية، تستمر الضربات الروسية على تحصينات لتنظيم “داعش” في البادية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “ضربات جوية مكثفة ومتواصلة، نفذتها مقاتلات روسية على مواقع تنظيم (الدولة الإسلامية) في البادية السورية، عند مثلث حماة – حلب – الرقة، تزامنا مع استمرار معارك الكر والفر بين عناصر التنظيم من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أُخرى”.
إلى ذلك، قصفت الطائرات الروسية مواقع وتحصينات للتنظيم في بادية دير الزور والرقة، في مواقع حميمية وفيضة ابن موينع في محيط مدينة الميادين شرقي دير الزور وجبل بشري غرب المحافظة، وأيضا بادية الرصافة غربي الرقة.
وتتحدث معلومات عن نية الروس دعم تنفيذ هجوم جديد في البادية ضد انتشار “داعش” بعد الضربات التي تلقتها قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران في البادية، من خلال هجمات نوعية وخاطفة والتي ألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح، حيث يعمد سلاح الجو الروسي، إلى التمهيد للهجوم بإضعاف قدرات وتحصينات “داعش” وقطع خطوط الإمداد قبل بدء هجوم واسع.
المصدر: العربي الجديد