في أول تعليق على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدها، قللت إيران، الثلاثاء، من أهمية هذه التهديدات، واعتبرت أنها “لها استهلاك انتخابي”، لكنها في الوقت نفسه، أكدت على استعدادها لمواجهة أي هجوم أميركي، من دون أن تستبعد ذلك.
وجاء هذا الموقف على لسان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم الثلاثاء، قائلاً في معرض رده على سؤال بشأن تهديدات ترامب الأخيرة عبر “تويتر”: “اطلعت قبل ساعة على هذه التغريدة. يؤسفنا أن ينطلق رئيس جمهورية يدعي قيادة العالم في تصريحاته من أساس باطل”، وذلك في إشارة إلى تقرير أميركي اتهم إيران بالسعي إلى اغتيال السفيرة الأميركية في جنوب أفريقيا، لانا ماركس.
وأضاف ربيعي أنّ تصريحات ترامب “ربما تكون خطوة دعائية ولها استهلاك انتخابي”، معتبراً أنّ “إراقة الدماء أو تصرفات نفسية للحصول على كرسي الرئاسة والفوز بالانتخابات خطيئة لا تغتفر وخيانة”.
ورغم أن المتحدث الإيراني حاول ربط تلك التهديدات بالانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلا أنّه لم يستبعد في الوقت ذاته أن تقوم الإدارة الأميركية بمهاجمة إيران، إذ قال إنّ “التجربة التاريخية في المنطقة تظهر أن أميركا بدأت حربي أفغانستان والعراق على أساس تقارير مزورة”، معتبراً أن “هذه سياسة أميركية لم تؤد إلا إلى ضرب استقرار المنطقة والعالم”.
غير أن ربيعي حذّر واشنطن من مغبة “أي تصرف خاطئ”، متوعداً بأنها “ستواجه رداً قوياً من إيران”. وأكد أنّ اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني السابق الجنرال قاسم سليماني “وصمة عار لن تمحى”.
وبعد تقرير لموقع “بوليتيكو” الإخباري الأميركي حول تخطيط طهران لاغتيال السفيرة الأميركية لانا ماركس في جنوب أفريقيا، ثأراً لاغتيال سليماني في ضربة جوية أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي مطلع العام الحالي، حذَر ترامب، مساء الاثنين، في تغريدة عبر “تويتر”، إيران من شن أي هجوم على الولايات المتّحدة، مهدداً إياها بأن رد بلاده سيكون “أقوى ألف مرة”.
وأضاف ترامب أن “أيّ هجوم من إيران ضد الولايات المتّحدة، بغض النظر عن شكله، سيجابه برد عليها سيكون أقوى بألف مرة”.
وكان موقع “بوليتيكو” قد نقل، قبل يومين، عن مسؤولين أميركيين لم يكشف عن هويتهما، إن الاستخبارات الأميركية على قناعة بأن إيران تخطّط لاغتيال السفيرة الأميركية في جنوب أفريقيا.
وتعليقاً على هذا التقرير، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أمس الاثنين، في تصريحات نشرتها قناته على “تليغرام”، صحة الاتهامات التي وجهت لبلاده، مضيفاً أن “التقرير مزور وحاقد وهادف”، قائلاً إن الموقع الأميركي “نشره بتوصية”.
ودعا خطيب زادة السلطات الأميركية إلى “عدم اللجوء إلى الأساليب المتكررة والقديمة لإثارة الساحة الدولية ضد إيران”، مؤكداً أنّ “الجمهورية الإسلامية، كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، أثبتت دائماً التزامها بالمبادئ والأعراف الدبلوماسية الدولية”.
واعتبر المتحدث الإيراني أن التصريحات، التي نشرها الموقع الأميركي نقلاً عمن قال إنهم مسؤولون أميركيون، “غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة وهي جزء من حملة ترامب الأمنية ضد إيران”، مشيراً إلى أن نشر هذه “الاتهامات الباطلة” على أعتاب الانتخابات الأميركية، وتزامناً مع مساعي واشنطن لتفعيل آلية “فض النزاع” في مجلس الأمن، “كان أمراً متوقعاً. لكن لن يحقق أي نتيجة”.
المصدر: العربي الجديد