يصادف اليوم مرور 13 عامًا على ضرب الطائرات الإسرائيلية للمفاعل النووي في دير الزور شرقي سوريا عام 2007.
وبدأت العملية، في 5 من أيلول عام 2007، حين أغارت أربع طائرات “F-16″، وأربع طائرات “F-15” على منطقة الكبر في دير الزور، لتعود إلى قواعدها سالمة بعد أربع ساعات.
واستعرض كتاب “ضربة الظل” للصحفي الإسرائيلي يعقوب كاتس والذي يشغل حاليًا منصب رئيس تحرير صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، تفاصيل نشرت لأول مرة في 2019 عن اكتشاف الموساد للمفاعل النووي في دير الزور وردة فعل البيت الأبيض على التحرك العسكري الإسرائيلي.
ويحكي فيه عن تفاصيل الهجوم السري على منطقة “الكبر”، في شمال شرقي سوريا قرب الحدود العراقية السورية، للقضاء على منشأة للأسلحة النووية.
كيف تمت المهمة؟
وضع قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، في آب 2007، خطة لإرسال قوات النخبة لتدخل عمق الأراضي السورية وتفحص المفاعل النووي على أرض الواقع.
ووصلت الوحدة العسكرية، وقامت بجمع عينات من التربة والنباتات والأوساخ ووضعها في صناديق بلاستيكية، بحسب كتاب “ضربة الظل”.
وللتأكد من النتائج، عملت القوات العسكرية على الحفر داخل الأرض حتى عمق محدد لفحص وجود اليورانيوم الذي سينتشر في حال قام النظام ببناء مفاعل نووي.
جرت المهمة خلال دقائق، وغادرت القوات الإسرائيلية بسلام من دون أن تشعر قوات النظام أو تكتشف ذلك، حتى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا جهازًا شبيهًا بالمكنسة الصغيرة لعدم ترك أي مسارات على الأرض تكشف وجودهم مستقبلًا.
أظهرت العينات وجود اليورانيوم، وفق الرواية الإسرائيلية، ما أشار إلى أن البناء هو لمفاعل نووي، وعليه قررت إسرائيل شن هجمات عسكرية لتدميره.
وبناء على الصور عالية الدقة الملتقطة والفحص الميداني قال عاموس يادلين إن “بضع طائرات يمكنها إنجاز المهمة”.
وأطلق على العملية اسم “البستان” ونفذها سلاح الجو الإسرائيلي، حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض للغاية لم يتجاوز 200 مترًا.
تعليق النظام السوري بعد تفجير المفاعل
أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، في 7 من أيلول 2007، أن مقاتلات إسرائيلية قادمة من البحر الأبيض المتوسط قد خرقت الأجواء السورية عند “حوالي الساعة الواحدة صباحًا”.
ونقلت وكالة الأنباء عن متحدث عسكري سوري أن “وحدات الدفاع الجوي تصدت لهم وأجبرتهم على المغادرة بعد أن أسقطوا بعض الذخيرة في مناطق مهجورة دون أن يتسببوا في أي أضرار بشرية أو مادية”.
ولم يكن هناك أي تفسير لسبب إخفاء مثل هذا الحدث لمدة نصف يوم.
ورد متحدث عسكري اسرائيلي عبر الإذاعة الحكومية الإسرائيلية أن “هذا الحادث لم يقع قط”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي يومي، إنه سمع فقط “تقارير غير مباشرة” والتي “تتعارض” مع بعضها البعض.
تبني إسرائيل للعملية بعد عشر سنوات
بعد أكثر من عشر سنوات، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن تدميرها ما قالت إنه محطة مفاعل نووي في دير الزور السورية.
جاء ذلك في بيان نشره الجيش الإسرائيلي، في 21 من آذار 2018، وقال البيان إن الضربة أزالت تهديدًا كبيرًا على إسرائيل.
ونشر الجيش الإسرائيلي تسجيلًا مصورًا قال إنه لاجتماع قادة عسكريين قبيل العملية.
وظهر قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال، غادي إيزنكوت، في التسجيل وهو يقول “أنا لا أعطيهم التفاصيل الدقيقة للهدف أو طبيعته، لكني أقول إنه سيكون هناك هجوم كبير خلال الساعات الـ24 أو 48 المقبلة، وهناك احتمال ضئيل بأن يؤدي إلى حرب”.
وتابع، “بالنسبة إلي، الاحتمال الضئيل يعني 15 أو 20%، وهذه نسبة مرتفعة”.
وألمح الجيش الإسرائيلي في بيانه إلى أن نشر تفاصيل العملية، هو رسالة بأن إسرائيل “لم ولن تسمح” ببناء قدرات تهدد وجوده.
ولم تكن هذه الهجمات الأولى من نوعها، ففي عام 1981 ضربت الطائرات الاسرائيلية ما قالت إنه مفاعل نووي في العراق، واشتركت فيها ثماني طائرات دمرت المفاعل تدميرًا كاملًا في أول هجوم ضد منشأة نووية بالعالم.
وبررت إسرائيل هجومها بإحباط محاولة العراق استغلال هذا المفاعل لإنتاج أسلحة نووية يستخدمها ضدها.
المصدر: عنب بلدي