تشهد إيران منذ مطلع العام الحالي 2020 أزمات متلاحقة، تسببت باندلاع اضطرابات ومظاهرات داخل البلاد، وتركت طهران في عزلة عن المجتمع الدولي، ناهيك عما تعانيه من تبعات اقتصادها المنهار وجائحة كورونا.
ويرصد تقرير أعده، ويليس سباركس، الباحث ومحرر في مجموعة أوراسيا، ونشره موقع “Gzeromedia”، ثماني أزمات كبرى، تواجه إيران حاليا، أربكت نظام المرشد علي خامنئي، وتهدده بالانهيار، حيث يخشى كبار القادة في طهران مما سيأتي في الأشهر المقبلة.
الأولى: مقتل سليماني
بدأت إيران، العام 2020، بمقتل، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجمهوري، قاسم وسليماني، وبهذا خسرت طهران ثاني أقوى رجل فيها، والمخطط لعمليات إيران الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. والمسؤول عن مشروعها التوسعي في المنطقة.
الثانية: إسقاط الطائرة الأوكرانية
بعد مقتل سليماني، عاشت إيران في حالة ارتباك وتأهب، وهو ما تسبب لها بأزمة إسقاط الطائرة التجارية الأوكرانية، التي اسقطها صاروخ إيراني بعد فترة وجيزة من إقلاعها من المطار، ما تسبب بمقتل جميع ركابها 176 شخصا. ولا تزال طهران تواجه تبعات الكارثة الإنسانية، حيث تطالب دول المواطنين الضحايا بتعويضات.
الثالثة: وباء كورونا
منذ مطلع فبراير، أصبحت إيران بؤرة انتشار لفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط، فيما كان قادة النظام في طهران يحاولون إخفاء الحقائق، وعدم الكشف عن الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات.
حتى الآن، تجاوزت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في إيران، الـ 20 ألف وفاة، وفق التصريحات الرسمية. فيما تقول جهات أخرى إن الأرقام أعلى بكثير.
وتسببت الجائحة بشلل اقتصادي مؤقت وبإغلاق الحدود.
الرابعة: العقوبات الأميركية
الاقتصاد الإيراني يعاني بسبب العقوبات الأميركية، وتوقفت صادرات هذا البلد من النفط، ما جعل عملتها تنهار، ودفع النظام لإزالة الأصفار الأربعة من قيمتها، وحتى تغيير اسمها.
ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة ستة في المئة نهاية هذا العام.
الخامسة: استهداف منشآت نووية
تعول طهران على البرنامج النووي الإيراني، رغم اعتراض دول العالم، ومنذ أشهر وتتعرض منشآت نووية وعسكرية وصناعية في إيران لحوادث حرائق وانفجارات مختلفة، وهو ما سيؤخر من عملية تصنيع أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وتأخير برنامجها النووي لسنوات.
وكانت وكالة بلومبيرغ قد كشفت مؤخرا، أن إيران نقلت أجهزة للطرد المركزي التي تستخدم لتخضيب اليورانيوم، إلى قاعة جديدة في منشأة نطنز النووية.
السادسة: انفجار بيروت
انفجار مرفأ بيروت، شكل ضربة للسياسة الإيرانية في لبنان، وتسبب بإقالة حكومة كان يدعمها حزب الله، وكيل إيران هناك. ويتعرض حزب الله وحلفاء إيران لانتقادات داخليا وخارجيا، وتعالت الأصوات بنزع سلاح الحزب وإنهاء النفوذ الإيراني في هذا البلد الذي يعاني من الفساد وانهيار اقتصاده.
السابعة: اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي
التقارب الإسرائيلي مع دول في الشرق الأوسط، يشكل تحديا جديدا أمام إيران، وسيدفعها إلى مزيد من العزلة في المنطقة، حيث أعلنت الإمارات وإسرائيل أخيرا عن اتفاق سلام، وهو الأول بعد نحو 25 عاما مع دولة عربية. وهذا الاتفاق أثار خوف وقلق إيران التي تستخدم القضية الفلسطينية لإقناع الشارع العربي بشرعية تدخلها في شؤون الدول المجاورة مثل العراق ولبنان واليمن وسوريا.
وتسعى الولايات المتحدة لإقناع مجلس الأمن الدولي بتبني مشروع قرار لتمديد الوضع القائم، لكن ذلك يلقى رفضا من الصين وروسيا.
الثامنة: الانتخابات الرئاسية الأميركية
تشكل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة تحديا جديدا أمام النظام في إيران، فهي قلقة من بقاء الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو ما يخالف مصالحها ويعني مزيدا من العقوبات المشددة والجدية ضد نظام خامنئي، وعدم التسامح الأميركي مع برنامجها النووي، ومشروعها التوسعي الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
المصدر: الحرة. نت