
لطالما كنت دائما متابعا بنهم لما تتحدثون عنه من مصائب تلكم بالامة و من إرهاصات تدفع بها إلى آمال عريضة، و لكن و إنطلاقا من القناعات المتهتكة بعد أن ضعنا كما نتصور في تفسير ما يحدث و إن كان التحليل العميق يصل بنا غالبا إلى نقطة الصفر من حيث بدانا لاسيما نلاحظ دوما التهرب المكشوف من تلمس الحقيقة و أن نضع أيدينا على الجراح و نحاول بطريقة أو بأخرى تضميدها حيث نقف عاجزين عما يدور أعماقنا من تساؤلات، هل نحن إزاء تغيير حقيقي و إذا كنا في هذا الصدد فإلى أين تتجه البوصلة، مما لا شك فيه أننا عشنا نشوة الإنتصار عندما انطلقت جحافل الثوار لتحرير سورية من عقابيل خمسة عقود و نيف من القهر و العذاب و الاستباحة و سلب الحريات و هتك الحرمات، و بعد السؤال الذي يتردد هنا في بلد النضال سورية و بعد التحرير الساحق الذي فاق كل التوقعات و الأحلام في أن يكون للدراجات النارية دور كبير في القضاء على ذلك النظام المتهالك ، نعم و رغم الإنتصار الذي عشناه لأيام أو أسابيع بات السؤال يؤرقنا، ؟ أين نقف نحن السوريون مما يجري، لاسيما و إن إسرائيل باتت تستبيحنا على هواها و ربما بدون رادع يحسب له حساب.
إسرائيل باتت تهددنا ليس قولا فقط من خلال تصريحات و توجيهات النتن ياهو و لكن من خلال الواقع المؤلم ما بين كل المتناقضات المرتبة التي تواجهها القيادة السورية، و إذا تحدثنا بصراحة فإن ما بناه نظام الطاغيتين الابن و أبيه من بناء دقيق يعتمد التخريب المنظم وضع الثوار الجدد ما بين المطرقة و السندان، فلا هم في وضع يمكنهم من المجابهة الحقيقية لإسرائيل و من في حذاءها و لا هم في وضع يمكنهم من التحرير الحقيقي من خلال القضاء على فلول النظام البائد و من يردفه من المكونات المارقة، و أكثر من ذلك فإننا على شفا حفرة تحرقنا نيرانها و بشكل متقن، إن نظرة عميقة إلى غالبية لا بل كل المؤسسات التي شرعنتها الحقبة الأسدية مازالت تغص بالغالبية التي تربت على قيم الفساد و السرقات، و لو كنا نستطيع القراءة أو لو كانوا يحسنون القراءة أولئك الأطهار الذي تسلموا دفة القيادة على مستوى المؤسسات و خصوصا منها المؤسسات الثقافية لوجدوا أنهم يخوضون حربا شرسة دون أن يتمكنوا من تحديد المارقين، إنها مشكلة حقيقية تواجه الصفوف التالية من كتائب الثوار في التمييز ما بين الغث و السمين، خاصة بعد أن ترسخت ارهاصات التكويع في كل مكان. لك الله يا أمنا يا سورية.