اجتمع بشار الأسد رئيس النظام السوري منذ أيام في دمشق، مع مشايخ من الساحل السوري بعضهم عضو في المجلس العلمي الفقهي التابع لوزارة الأوقاف، وفق ما أفادت به مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا.
وأشارت المصادر إلى أنّ بشار الأسد أعطى تعليماته للمشايخ لطمأنة أهل الساحل حيال ما يحدث في المنطقة من تطورات عسكرية وقصف إسرائيلي لمناطق في الساحل ودمشق، وطلب منهم عدم بيع أملاكهم وأراضيهم للإيرانيين واللبنانيين.
والمجلس العلمي الفقهي تأسس عام 2018، يضم كافة المذاهب الإسلامية في سوريا، ويدعو إلى نبذ التعصب والطائفية ويرأسه وزير الأوقاف عبد الستار السيد.
بشار الأسد يؤكد الانتقال إلى المحيط العربي
وبحسب المصادر، جاء الاجتماع على خلفية الاستياء والتذمر الحاصل من قبل أبناء الساحل السوري نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي وخروج بعض الأصوات المناهضة للنظام ضمن الوسط الموالي. إضافةً لما جرى مؤخراً من حركة لجوء لبناني إلى الساحل وتخوف الأهالي من تداعيات هذا اللجوء وما قد يسببه من قصف إسرائيلي لمناطقهم السكنية.
كما نقلت المصادر عن بشار الأسد قوله إنّ “سوريا قررت الانتقال من المحور الإيراني إلى المحيط العربي”، وأنّ هناك تدخلا خليجيا سيحدث لتحسين الوضع الاقتصادي في مدى أقصاه ثلاثة أشهر.
وأكدت المصادر أن هذا الاجتماع ليس الأول من نوعه، إنما يأتي في سياق اجتماعات شبه دورية يجريها بشار الأسد مع مشايخ من الساحل السوري لوضعهم في سياق التطورات الحاصلة في سوريا ومحيطها.
استياء في اللاذقية من سياسة النظام السوري
منذ بدء نزوح اللبنانيين إلى سوريا أعلنت حكومة النظام عن فتح عدة مراكز إيواء لاستقبالهم، وعرض عدد من السوريين منازلهم بشكل مجاني لمن يرغب بالقدوم، ولكن على النقيض هنالك بعض الأشخاص لم يقبلوا بتأجير بيوتهم للبنانيين أو طلبوا أسعار مرتفعة مقارنة بأسعار الإيجارات المعروفة.
ويعيش الساحل السوري حالة من الاستياء والتململ من توزيع المساعدات على اللاجئين اللبنانيين وتقديم الخدمات الطبية لهم بالمجان، بينما يعاني هؤلاء من انعدام قدرتهم على توفير مقومات الحياة الكريمة، خصوصاً في ظل توقف الجمعيات الخيرية ومنها مؤسسة “العرين” عن توزيع المساعدات منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وهذا ما أكده كثير من العاملين في المجال الصحي في اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا، إذ أن استياء معظمهم كان بسبب “نفاق” النظام وحرمانهم من المواد الطبية وتوفيرها للبنانيين على حد قولهم.
توتر العلاقة بين النظام وإيران
نفى مستشار “قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية”، علي أكبر ولايتي، وجود توتر في العلاقات بين طهران والنظام السوري، ووصف بشار الأسد بأنه “شخصية مؤثرة تؤمن بالمقاومة”، على الرغم من نأي الأخير بنفسه عما يسميه محور إيران بـ “معارك الإسناد” ضد إسرائيل.
وقال بيان صادر عن مكتب علي أكبر ولايتي، اليوم الأربعاء، “إنه قد تم نشر أخبار كاذبة ومعلومات مجهولة المصدر في بعض قنوات المراسلة على لسان مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية، وذلك بهدف تدمير العلاقات بين إيران وسوريا”.
ووصف البيان ما يجري الحديث عنه بشأن توتر العلاقات بين طهران ودمشق بـ “الأخبار الكاذبة والملفقة”، بحسب وكالة الانباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وأضاف ولايتي، “أن الحكومة السورية هي حكومة ثورية ومعادية للصهيونية وإحدى الحلقات الأساسية في سلسلة المقاومة، وبشار الأسد شخصية مؤثرة تؤمن بالمقاومة وتدعمها خاصة ضد الكيان الصهيوني”.
وتكشف التصريحات الإيرانية الجديدة بشأن النظام السوري عن محاولات طهران لإعادته إلى المحور الذي يواجه تصعيدا غير مسبوق من قبل إسرائيل بعد اغتيالها معظم قيادات الصف الأول في حزب الله في لبنان، وشن العديد من الغارات في سوريا لقطع الإمدادات عن الحزب.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا