ضمن تصفيات أوروبا لكرة السَّلة للسيدات التي تُقام في دولة لاتفيا، جرتْ الأسبوع الماضي مباراة بين منتخب ايرلندا ومنتخب دولة الاحتلال، وخلال عزف النشيد الوطني الإيرلندي وقفت سيدات ايرلندا على مقاعد البدلاء وليس في وسط الملعب كما هي العادة، وقد رفضنَ مصافحة لاعبات منتخب دولة الاحتلال احتجاجاً منهنَّ على الحرب على غزَّة!
لاحقاً قام فيسبوك بحذف صفحة المنتخب الإيرلندي للسيدات من على موقعه!
هذا العالم مجنون بشكلٍّ رسميٍّ، ومتناقض بشكلٍ عجيب، أن تحذف مواقع التواصل المحتوى الذي يفضح جرائم الاحتلال انحيازٌ حقير ولكن يمكن فهمه، أما أن تُحذف صفحة منتخب بسبب قضية جرت في ملعب كرة سلّة ولم تُنشر أحداثها على الموقع فهذه هي محاكم التَّفتيش بوجهها الحديث!
ولكَ أن تتخيَّلَ أنَّ هذا الغرب الذي صنعَ لنا الهاً اسمه حُريَّة التعبير وأرادنا أن نعبده بلا ضوابط قد تمَّ فيه فصل مذيعة من عملها لأنها ضغطت على زر الإعجاب على منشور يقول: أوقفوا قتل أطفال غزَّة!
يمكنكَ في أوروبا أن تُحرقَ المصحف الشَّريف تحت حماية الشرطة لأن هذا واقع تحت حرية التعبير، بينما حرق علم المثليين سيودي بكَ إلى السجن! هذا هو ببساطة قانونهم: أنتَ حرٌّ في التعبير عما أؤمن به أنا!
في ولايته الأولى دافع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” عن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال يومها: إنَّ هذا يندرج تحت حرية التعبير، وهذا الشيء مقدس في فرنسا لا يمكن لأحدٍ المساس به!
بعد سنتين من هذه الحادثة رسم الفنان الفرنسي “ميشال أنج” لوحة “كريكاتيرية” شبَّه فيها ماكرون بهتلر! جُنَّ جنون ماكرون ورفع دعوى قضائية على الرسام!
الرسوم المسيئة كانت تسيء للآخرين لهذا هي مسموحة، أما رسمي أنا فيسيء إليَّ!
حان الآن موعد أكل الإله المصنوع من التمر!
في الغرب يُمكنك أن تُشكك بوجود الله، أو أن تُنكر وجوده أصلاً، فلا يستطيع أن يقربكَ أحد حتى البابا في الفاتيكان! ولكن جرّب أن تُشكك بأرقام ضحايا المحرقة دون أن تنكرها، جرّب فقط وستجد تهمة معاداة الساميّة بانتظارك!
المصدر: مدونة العرب