بدا واضحاً اندفاع النظام السوري لاستكمال عملية التطبيع مع السعودية، في حين تُبدي الرياض تريثاً أكثر وضوحاً في مقابل خطوات دمشق، سواء كان على صعيد إعادة العمل بالسفارة السعودية أو تعيين سفير جديد، أو حتى تسليمه ملف الحج، في ظل عدم وجود تصريح رسمي سعودي.
مواعيد وهمية
ويتّضح لهاث النظام السوري لاستكمال خطوات التطبيع من تسريبات الصحف الموالية له، والتي غالباً ما يكون مصدرها مخابرات النظام نفسه، عن موعد وصول القائم بأعمال السفارة السعودية في دمشق، لاستئناف العمل القنصلي وفتح أبواب السفارة المغلقة منذ العام 2012.
ومنذ إعلان الرياض رسمياً في أيار/مايو 2023، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، سرّبت صحيفة “الوطن” الموالية أكثر من 3 مواعيد عن قرب افتتاح السفارة السعودية في دمشق، ووصول القائم بالأعمال. وبحسب الموعد الأخير، كان من المفترض وصول المسؤول السعودي السبت، لكنه لم يصل.
واتخذ النظام السوري عدداً من الخطوات في سبيل استكمال عملية التطبيع منذ الإعلان الرسمي السعودي، أولها تعيين سفيره في السعودية، وثانيها إعلان فتح السفارة السورية في الرياض، كما يمكن ضم زيارة الأسد إلى المملكة في مناسبتين، لحضور قمتين واحدة عربية وثانية عربية-إسلامية، إلى تلك الخطوات.
وإزاء هذه الاندفاعة، لم تقابل الرياض النظام السوري بأي خطوة سياسية داخل دمشق، ولم تسِر باندفاع نحو الأمام في التطبيع على عكس البدايات، واقتصرت خطواتها على قبول تعيين سفير النظام، وكذلك استقبال وزير الأوقاف السوري الذي أعلنت وزارته تسلّم ملف الحجّ بعد 12 عاماً، في ظل نفي اللجنة العليا للحج التابعة للمعارضة وعدم وجود إعلان سعودي رسمي.
تقييم العلاقة
ويقول مصدر مقرب من مستشارين سعوديين ل”المدن”، إن السعودية لا تزال في مرحلة تقييم العلاقة مع النظام السوري، فيما يحاول الأخير الضغط على الرياض عبر حلفائه باتجاه تسريع العلاقة مع المملكة.
ويضيف أن الأسد يريد قدوم القائم بإعمال السفارة السعودية في دمشق، وإعادة فتح السفارة بأسرع وقت معتقداً أن الرياض ستفتح له خزائنها وتقدّم له المليارات لإنقاذ اقتصاده المنهار، لكنه أكد نقلاً عن مستشارين سعوديين أن الرياض منفتحة على سوريا كدولة عربية، وليس على النظام السوري، وأن مسألة الدعم المالي يمكن أن تكون في مناطق المعارضة ومناطق “قسد”، وليس شرطاً في مناطق سيطرته.
واعتبر المصدر أن توقيع “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” في نهاية كانون الثاني/يناير، على برنامج تنفيذي لبناء 500 وحدة سكنية في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، رسالة سعودية لم يفهمها الأسد، وهي أنها منفتحة على سوريا كدولة في جميع أرجائها وليس على نظامه ومناطق سيطرته.
ويقول مستشارون سعوديون إن وجودهم في دمشق مستقبلاً يعطي صورة أكثر وضوحاً للوضع في سوريا، وأن الرياض لن تتخلى عن المعارضة السورية ولن تطرد من يتواجد على أراضيها منهم خارجها، بحسب المصدر.
ويمكن الاستدلال بأن الرياض ما زالت في مرحلة تقييم العلاقة مع الأسد ونظامه من تصريح السفير السوري في السعودية أيمن سوسان الاثنين، إذ قال إن القائم بإعمال السفارة السعودية سيكون قريباً في دمشق، من دون أن يُعطي تاريخاً محدداً كالذي حددته صحيفة “الوطن”، والذي تلاشى كالمواعيد السابقة التي اعطتها في السابق.
المصدر: المدن
السعودية، تتريث أكثر وضوحاً في مقابل خطوات دمشق، سواء كان على صعيد إعادة العمل بالسفارة السعودية أو تعيين سفير جديد، أو حتى تسليمه ملف الحج، في ظل عدم وجود تصريح رسمي سعودي. لأن الرياض ما زالت في مرحلة تقييم العلاقة مع الأسد ونظامه، قراءة وتحليل موضوعي .