شهدت محافظة السويداء في الجنوب السوري، تظاهرة مساء الثلاثاء، في ساحة الكرامة وسط المدينة، رفع المحتجون خلالها صوراً لضحايا التعذيب في معتقلات النظام السوري، كما جددوا التأكيد على مطالبهم بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقرار “2254”.
وقال نشطاء لـ”العربي الجديد”، إن مئات المتظاهرين ذكّروا مساء الثلاثاء، العالم بضحايا التعذيب الذين قضوا في مراكز الاعتقال المختلفة التابعة للنظام السوري، ورفعوا صور الضحايا مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن التعذيب.
وقال الناشط المدني مدحت أبو رسلان، شقيق شادي أبو رسلان الذي قتل تحت التعذيب في سجون النظام السوري، إن “هذا اليوم الذي خرج فيه عدد كبير من أبناء السويداء للتظاهر دعماً لمحكمة لاهاي؛ هو صرخة في المستنقع الراكد، حيث وقف المجتمع الدولي متفرجاً على آلام عوائل ضحايا المغيبين والمقتولين في أقبية النظام السوري وأجهزته الأمنية”.
وأضاف أبو رسلان لـ”العربي الجديد”، أن “شقيقه اعتقل وهو عائد من ليبيا عن طريق لبنان، وتم تعذيبه بوحشية حتى مات، علماً أنه كان قادماً ليحقق حلمه بالزواج والاستقرار”.
وتابع القول: “إن كل يوم في مظاهرات السويداء يشكل عرساً حقيقياً لنا، وكأنها أيام زفاف لشقيقي”.
ورفع المتظاهرون والمتظاهرات صوراً لـ135 من ضحايا التعذيب من غالبية المحافظات السورية مع لافتات تصر على المحاسبة وتحقيق العدالة، كما تشدد على نيل الحرية للمعتقلين والمعتقلات كخطوة أولى لبناء دولة العدالة والقانون.
من جانبها، قالت “أ. الشوفي” لـ”العربي الجديد”: “لقد شاركت في الوقفة المسائية اليوم في ساحة الكرامة بحمل صورة لأحد المغيبين قسرياً في معتقلات النظام السوري، وكنت أرى في كل صورة حملها المعتصمون والمعتصمات صورة والدي الذي مات في تلك المعتقلات قبل الثورة”.
وأضافت “الشوفي”: “لم أجد أي فارق بين أية صورة لمعتقل أو مُغيب والصور التي مازالت بذاكرتي لوالدي، فأنا أذكره عندما كنت طفلة في العاشرة من عمري وأذكره بعد ذلك بـ16 عاماً عندما استلمنا جثمانه. واليوم لم أجلب صورته إلى ساحة الكرامة لأنني أراه في صورة كل معتقل أو مغيب سوري وأشعر أنني ابنتهم أو أختهم جميعاً”، مضيفةً: “ما يحزنني أكثر أن هناك الكثير من المعتقلات والمغيبات لم نستطع الحصول على صور لهن وكأننا كنساء محرومات حتى من العدالة في الظلم وفي مواقف التأبين”.
وقالت: “لا يعتقد أحد بأننا جميعاً لسنا معتقلين أو مغيبين فنحن نعيش في سجن كبير وآن الأوان أن نوصل صوتنا ونتحرر من الخوف الذي نعيشه ومن الظلم الذي يحيط بنا، العيش هنا هو ذل مع هكذا نظام حاكم”.
المصدر: العربي الجديد