بعد انتهاء الكل من صلاة الجمعة في الجامع استعداداً للخروج ، أمسك الخطيب الميكرفون وأشار بيده لكي نبقى جالسين ،وطلب من المصلين جميعا قبل الخروج من المسجد أن يساعدوا شاب في منتصف العشرينات واقف بقربه بالمال ، لأنه ما زال في بداية مشواره ولا يستطيع تحمل تكاليف الزواج التي باتت في وقتنا الحاضر فلكية ، وبالفعل الكل شارك وتفاعل ولهم الشكر والتقدير .
ما زالت أتذكر عندما قرأت منذ وقت طويل تقرير صحفي جميل عن جمعيات تضم نخب متنوعة من مكونات المجتمع تقوم بعمل حفلات زواج جماعية من البداية وحتى النهاية ، وتحارب غلاء المهور بأن تتحمل كل المبالغ المطلوبة أو جزءا منها للزواج، وتجمع التبرعات على مدار العام وتصرفها بحرص ، وحتى إن كان الشاب يتيم وأهله متوفين يقومون هم بدور أهله ويزورون أهل صاحبة النصيب .
كذلك أين أصحاب العقول من أدباء وأساتذة جامعيين وأطباء فهم مطالبين بدق ناقوس الخطر لأن أبناءنا سجناء في بيوتهم بين أربع جدران دون أي حياة اجتماعية تذكر ، وأطلب بأن يعيدوا ذكريات الماضي الجميل عندما كان الزواج في السابق يتم بسهولة وبساطة والكل يشعر بالسعادة.
أيضا على البعض التوقف عن العيش بالخيال ، فأنا وجدت الكثيرين يقولون أنهم سوف يفعلون هذا الشيء وسوف يصرفون مبلغ وقدره وكل هذه الأموال ديون أو قروض بنكية سوف يتعب ويعمل كثيرا حتى ينتهي منها.