22% من الأطفال خارج المدارس في مناطق النظام السوري

عبد الله البشير

كشف وزير التربية في حكومة النظام السوري، دارم طباع، أن نسبة التسرب المدرسي وصلت إلى 22 بالمائة من إجمالي عدد الطلاب في مرحلة التعليم الإلزامي في مناطق سيطرة النظام.

وأوضح طباع، في تقرير لصحيفة “الوطن” صدر اليوم الإثنين، أن وزارة التربية تقوم بالعديد من الإجراءات للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وذلك عبر اتباع المنهاج “ب”، باختصار كل سنتين دراسيتين إلى سنة، مع تقديم سلة غذائية شهرية بقيمة 75 ألف ليرة (14.2 دولارا). موضحا أن هدف الوزارة إعادة نحو مليون متسرب لمقاعد الدراسة، وقال: “استطعنا حتى الآن استقطاب 160 ألفا”.

ولفت طباع أن الوزارة تطبق العقوبات القانونية بحق ذوي المتسربين، لكن الكثير منهم أيتام بسبب الحرب ومقيمون في الشوارع، وهناك من يستغلهم ويشغلهم، مشيرا أن وزارة التربية غير قادرة على تتبع الموضوع.

وينطبق توصيف التسرب المدرسي في الجنوب السوري على الأطفال الناجحين إلى المرحلة المتوسطة بنسبة تعادل 90 بالمائة، حيث اضطر عدد كبير من الأهالي للهجرة الداخلية نحو المدن بقصد العمل بعد سنوات الجفاف وعدم الأمان في قراهم. لكن ذلك انعكس على أطفالهم لعدم القدرة على التأقلم في المدينة، وحالة الفقر والبطالة التي دفعت الأسر لأن يضعوا أطفالهم في مصالح صناعية أو في أعمال تدر عليهم أي دخل ممكن.

من جهتها، تقول الموجهة التربوية “ش.ص”، الموظفة في تربية محافظة السويداء جنوبي سورية، لـ”لعربي الجديد”، إن التسرب من الصف الأول حتى السادس قليل نسبياً، ويعمل المجتمع المحلي على إعادة الأطفال بكل السبل الممكنة إلى مدارسهم، من خلال تأمين مستلزمات المدرسة، والثياب والأحذية للأطفال الفقراء، وهي مبادرات شملت كافة مدن وقرى المحافظة.

وأشارت إلى أن التسرب المدرسي له عدة عوامل، أهمها الإهمال من قبل الأهل، وعدم الإحساس بالأمان، وكذلك عدم وجود رغبة لدى الطالب نفسه بمتابعة التعليم رغم كل المحاولات، وكذلك للبيئة الحاضنة الدور الرئيسي في ذلك، فبعد الحرب السورية المستمرة؛ تغيرت العادات والتقاليد، وانتشر السلاح والمخدرات والمال بطرق غير شرعية، وبات تفكير المجتمع مختلف. وفي المقابل، كان الفقر يتربص بشريحة واسعة من السكان.

ولفتت الموجهة إلى تخلي النظام عن مقولة (مجانية التعليم) شيئا فشيئاً، حيث لا يمكن لمبادرات فردية أن تعيد المتسربين؛ خاصة الذين تركوا المدرسة بعد الصف السادس.

بدوره، أكد الصناعي عمر العبد الله، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، إنه يضطر لتشغيل الأطفال رغم علمه بخطورة ذلك عليهم دراسياً، لكنه يلجأ إلى هذه الخطوة بناء على طلب الأهل الذين وقعوا في الفقر والحاجة.

في المقابل، أكد المدرس عبد السلام محسن، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، أن ارتفاع تكاليف التدريس وحالة الفقر من أسباب تسرب الطلاب من المدارس في كافة مناطق سيطرة النظام السوري، كون المستلزمات الدراسية ارتفعت بشكل كبير، والتعليم في المدارس أصبح غير مجدٍ، والأهالي فقدوا الثقة بالتعليم المدرسي.

من ناحية أخرى، وثّق “العربي الجديد” وجود ما يزيد عن 250 طفلاً من النازحين في مخيمات بلدة “عرى”، غربي السويداء، جلهم متسرب عن المدارس، وسط تخلي حكومة النظام السوري عن دورها بشكل كامل.

وكان الأسد الأب أصدر القانون 35 في 16 أغسطس/ آب 1981، المتعلق بإلزامية التعليم في سورية، الذي يلزم جميع أولياء الأطفال في سورية (ذكورا وإناثا) الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 عاما، بإلحاقهم بالمدارس الإبتدائية، وبعد تسلم بشار الأسد الحكم في سورية خلفا لأبيه، اعتُمدت مرحلة التعليم الأساسي مرحلةً إلزاميةً للتعليم في سورية، وذلك منذ عام 2002، وأصبح التعليم إلزاميا من الصف الأول حتى الصف التاسع.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى