الأيام المقبلة عصيبة والمؤامرة شرسة ومتنوعة والمطلوب من أبناء الشعب الفلسطيني بفصائله وقواه السياسية الوقوف في وجه المؤامرة الاسرائيلية وتعزيز اواصر العمل الجماهيري وان ما يجري يستوجب التوحد ضد هذه المخططات التصفوية والعمل على تعزيز العلاقات الوطنية ليكون الموقف الجماهيري صلب موحد لا يلين، ومن منطلق الحرص على ضرورة تفعيل العمل الجماهيري فى قطاع غزة والضفة الغربية وأماكن تواجد الشعب الفلسطيني من اجل مواجهة مؤامرات التصفية التي تستهدف النيل من نضال الشعب الفلسطيني يجب علينا العودة الى مضامين العمل الجماهيري وإعادة صياغة العلاقات الجماهيرية ما بين الطليعة الكفاحية والجماهير الفلسطينية، ومن اجل ضمان استمرار ونجاح العمل الجماهيري، لا بد ان نسلط الضوء هنا علي ابجديات العمل الجماهيري الناجح والذي يبدأ من الخلية الاولى التي هي الاساس الثابت لقواعد البناء الهرمي والمؤسساتي لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية .
تشكيل خلايا العمل الجماهيري والمؤسسات الشعبية يعد من ابجديات العمل الناجح والهادف الى تحقيق التوازن في العلاقات التنظيمية وتفعيلها فى اطار العلاقة ما بين القاعدة التنظيمية والطليعة وخاصة فى ظل الظروف الصعبة التي التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقيام سلطات الاحتلال بممارسة سياسة الاعتقال الاداري وأقدامها وبشكل يومي على ملاحقة الشباب وإعدامهم واعتقال المئات منهم والزج بهم في سجونها .
قواعد العمل الوطني والجماهيري لم تكن يوماً من الايام وعلى مدار تاريخ الثورة بالمقرات ولا بالمكاتب، بل كانت ثورة تنطلق من كل بيت فلسطيني من خلال تحمل المسؤولية الوطنية وأننا اليوم بحاجة ماسة الى اعادة هذه انتاج وتشكيل خلايا العمل الجماهيري ضمن اللجان الشعبية وانتشارها وتشعبها حيث انها كفيلة بإعادة القوة الكامنة للثورة وتوحيد الجهود الوطنية وإنتاج العمل المنظم الناجح الذي يبدأ من الخلية الاولي في اطار المواجهى الشاملة والمفتوحة مع الاحتلال .
لقد كانت الثورة دوماً عبر مسيرتها النضالية هي صمام الامان والحصن الرصين لمقدرات النضال الوطني الفلسطيني، حيث يتطلب في هذه المرحلة توحيد الجهود وبذل كل الامكانيات من اجل بناء المؤسسات الشعبية وانتشارها بشكل افقي وبتوزيع جغرافي متكامل من اجل ضمان العمل المنظم وفقا لقواعد السلوك الوطني والثوري فى مجال العمل الجماهيري .
ومن خلال الحرص على المستقبل ومن أجل وحدة الموقف الفلسطيني لا بد من مناشدة الجميع بالامتثال إلى قاعدة الديمقراطية المركزية والمركزية الديمقراطية وممارستها بعيداً عن المصالح الشخصية والذاتية ومن أجل تحقيق اهدافنا الوطنية المتكاملة وانجاز الحلم الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية التي تتعرض للهجوم والتصفية حيث تشتد المعركة شراسة ووحشية ومن أجل أن تكون الجماهير موحدة وعلى قلب رجل واحد وفي مقدمة المعركة لتنتفض وتواجهه مؤامرات تصفية الوجود الفلسطيني وكل مشاريع الوهم البائدة .
ومن هذا المنطلق لا بد من أن نعمل ونخوض عملية البناء وفي كل المواقع ومجالات الحياة المجتمعية من عمال وطلاب ومحامين ومهنيين وصحافيين وإعادة بناء الاطر الجماهيرية فهذا هو المناخ الطبيعي والاتجاه الحقيقي للوحدة الوطنية الفلسطينية ولضمان النتائج الإيجابية بعيدا عن المزاجية والمصالح الخاصة والتي أدت الى تكريس الانقلاب والتفسخ وشرذمة الموقف وأننا جميعاً ندرك الحجم الطبيعي لقوة العمل الوطني إذا ما تم تجسيد الوحدة والعودة للعمل بين الجماهير من اجل فلسطين صانعة الثورة التى انطلقت من رحم المعاناة الفلسطينية والتي شهد لها الجميع بأنها لا تعرف المستحيل .
المصدر: الدستور