شهدت جبهات إدلب والأرياف المحيطة في حلب وحماة واللاذقية الاثنين، قصفاً برياً مكثفاً لقوات النظام. وقصفت الطائرات الروسية مواقع متفرقة في منطقة جبل الزاوية وقرب الطريق الدولي إم-4 جنوب إدلب.
وتركز قصف الطائرات الروسية على مواقع عسكرية للفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام المنتشرة بين البساتين في الخطين الدفاعيين، الثاني والثالث، جنوبي إدلب. وطاولت الغارات أطراف قرى مجدليا والرام وأورم الجوز، ومعربليت.
واستهدفت قوات النظام بمدفعيتها المواقع ذاتها بشكل متكرر بعد عمليات القصف الجوي. وتمدد القصف البري لقوات النظام إلى قرى وبلدات الفطيرة وكفر عويد وسفوهن وكنصفرة ونحلة وسان وأريحا بمنطقتي جبل الأربعين والزاوية جنوبي إدلب، وطاول أيضاَ القرى القريبة من خطوط التماس في سهل الغاب شمال غربي حماة، ومنطقة المرتفعات في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
وقال مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير ل”المدن”، إن “المناطق الواقعة إلى الجنوب من الطريق إم-4 الذي يمر في مركز منطقتي أريحا وجسر الشغور جنوب إدلب، تتعرض لتصعيد عسكري خطير من جانب قوات النظام وروسيا”، مشيراً إلى أن “الطائرات الروسية نفذت أكثر من 8 غارات جوية، وتحلق بشكل متقطع في الأجواء، بينما ترصد طائرات الاستطلاع التحركات وتزود قواعد الصواريخ والمدفعية باحداثيات المواقع لتقصفها براً، حيث قصفت قوت النظام المنطقة بأكثر من 100 قذيفة خلال ساعات”.
وأضاف المصدر أن “القصف لا يطاول فقط نقاط تمركز الفصائل وتحرير الشام في الخطوط الخلفية، إنما يستهدف بشكل أكبر القرى والبلدات الآهلة نسبياً بالسكان”. وأوضح أن “هناك خشية بين الأوساط الشعبية من أن تواصل قوات النظام وروسيا تصعيدها على مناطق جنوب إدلب في الوقت الذي تنشغل فيه الفصائل وتحرير الشام بالقتال في ما بينها في منطقة عفرين”.
وشهدت منطقة العمليات التابعة لقوات النظام في محيط إدلب منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، مجموعة من التغييرات والتحركات المريبة بالنسبة للمعارضة السورية. ففي منطقة سلمى أجرت قوات النظام خلال الأسبوع الثاني من تشرين الأول تدريبات عسكرية بإشراف ضباط من القوات الروسية في منطقة سلمى بريف اللاذقية الشمالي، وهي منطقة قريبة من خطوط الاشتباك مع المعارضة. وكانت التدريبات محاكاة حية لمعركة مفترضة ضد المعارضة في المناطق الجبلية الوعرة، وشاركت فيها طائرات حربية ومروحية روسية، وبمشاركة فرق عسكرية مدرعة وأخرى مختصة بالمشاة.
وشهدت منطقة العمليات أيضاَ، إعادة انتشار نفذتها قوات الفرقة-25 مهام خاصة التي يتزعمها سهيل الحسن المقرب من روسيا، ومجموعات أخرى تتبع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا. وتركزت عمليات الانتشار في جبهات غرب منطقة معرة النعمان التي أعلن النظام عن فتح أبوابها لعودة النازحين بعد إخلاء التشكيلات العسكرية من داخل أحيائها والتي تمركزت في نقاط قريبة من خطوط التماس شرق وجنوب إدلب.
المصدر: المدن