خبير إسرائيلي: 3 مزايا للاتفاق مع لبنان والبديل أسوأ بكثير

أحمد صقر  

تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن اتفاق الحدود البحرية المتبلور بين لبنان وحكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة يائير لابيد، معتبراً أنه بمثابة “بشرى” لحكومة الاحتلال.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن “البديل عن هذا الاتفاق أسوأ بكثير؛ وهو احتمال حدوث تصعيد خطير في الحدود الشمالية”، مضيفاً : “على طريقة الاتفاقات، فهو ليس عديم العلل”.
وبحسب رؤيته، “يوجد للاتفاق 3 مزايا مركزية: الأول؛ أنه بين إسرائيل ولبنان، حتى لو لم يوقع عليه كل طرف أمام الآخر بشكل رسمي، بل فقط أمام الأمريكيين كوسطاء، ومرغوب عدم الاستخفاف بأهمية الاتفاق، حتى وإن كان جزئيا، مع دولة عدو، في قلبها تنظيم؛ هو التهديد المركزي اليوم على أمن إسرائيل”.
وقال الخبير: “القدرة على إنتاج مصالح مشتركة هي في أساسها عنصر مهدئ ولاجم، في جبهة لا تنقصها عناصر تدق طبول الحرب”، منوها أن “الميزة الثانية هي اقتصادية، فالمال سيساعد على استقرار المنظومة في لبنان”.
واعتبر أن “الادعاء بأن المال سيضخ لحزب الله (للصواريخ وللمقذوفات الصاروخية)؛ هو هراء، إضافة إلى أن للحزب مصلحة في استقرار بلاده اقتصاديا”.
وأما الميزة الثالثة فهي الطاقة، وبالتالي “يمكن لإسرائيل أن تبدأ فورا في إنتاج الغاز من حقل “كاريش”، في الوقت الذي يتوق فيه العالم للغاز الطبيعي والأسعار في ارتفاع، وهي ستفعل ذلك بلا تهديد مادي على طوافات الغاز لديها؛ فالطوافة اللبنانية التي ستنصب أمام الطوافة الإسرائيلية، ستكون عنصرا لاجماً؛ لأن الطرفين سيخافان فقدان ذخائر هامة في البحر، كما أن لبنان سيقلص تعلقه بالطاقة من طهران وسيوثق علاقاته مع أوروبا”.
ونبه أن “النقيصة الأساس في الاتفاق، هي فقدان ذخائر محتملة في البحر، ولا يدور الحديث عن حدود، لكن في مساحة توجد لها فيها “حقوق خاصة”، وظاهرا، لو أصرت إسرائيل لأمكنها أن تنقب في مساحات أوسع وأن تنتج الغاز (والمال)، لكن في ظل أخذ مخاطرة أمنية غير قليلة بتصعيد واسع؛ بكلمات أخرى، أقدمت إسرائيل على تنازل تكتيكي لقاء ربح استراتيجي يتمثل بالاستقرار في الحدود الشمالية”.

أقوال خطيرة
وأضاف ليمور: “على فرض أن الاتفاق سيوقع بالفعل، على تل أبيب أن تتأكد من أن حزب الله لا يتشوش بالتفكير بأن تهديداته هي التي أدت للنتيجة النهائية، فبين إسرائيل ولبنان توجد عدة نقاط خلاف أخرى في الحدود البرية، ومن شأن حزب الله أن يستغلها كي يبقي تهديداته، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يبدو متصالحا أكثر من أي وقت مضى في خطابه أول أمس، لكنه لن يتردد في العودة لتحدي إسرائيل إذا ما شعر بضعفها”.
وأشار إلى أن “الاتفاق المتحقق هو ذروة مفاوضات بدأت في فترة كان بنيامين نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء، ويوفال شتاينتس كوزير الطاقة؛ وعليه، هجمة نتنياهو والليكود على الاتفاق أمر غريب، لأن الادعاء بأن حزب الله سيستخدم المال كي يتعاظم في قوته، هو ادعاء سخيف حين يأتي على لسان من في فترة ولايته تعاظمت قوة التنظيم بلا عراقيل، وثالثا، لأن الاتفاق معناه استقرار في الحدود الشمالية؛ وهذه مصلحة إسرائيلية صرفة، قدسها نتنياهو، في سنوات حكمه، بكل ثمن”.
وبين الخبير أن الأمر “الأخطر” هو حديث “الليكود” أنه غير ملزم بالاتفاق في حال صعد إلى الحكم، زاعما أن “هناك تواصلا سلطويا في إسرائيل؛ وفي إطاره كل حكومة ملتزمة بالاتفاقات التي حققتها سابقاتها، ونتنياهو يعرف هذا جيدا، ولن يلغي هذا الاتفاق، وأقواله في الموضوع ليست فقط مثيرة للحفيظة، بل خطيرة؛ فمعنى إلغاء الاتفاق؛ هو إمكانية كامنة أكبر بكثير للتصعيد وربما الحرب في الحدود الشمالية، ومشكوك أن تكون هذه هي البشرى التي يتوق الجمهور الإسرائيلي لسماعها”.

المصدر: عربي21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى