“نزل” الأمين العام ل حزب الله حسن نصر الله ب”سلاحه الشخصي الثقيل، في خطوة علنية هي الأولى له منذ ٣ سنوات، وزار “بشحمه ولحمه” مدينة بعلبك، بعد أن جرت العادة بأن يحشر جمهوره ومناصريه هناك في مكان واحد تحت حر “الشمس”، ليتكرم عليهم باطلالته عبر شاشة عملاقة، ويعدهم في المواسم الانتخابية بأنه سيزور المنطقة شخصياً إذا إقتضى أمر المعركة ذلك. وعد “سيد العشق”، كما يحلو لهم تسميته، وصدق إلا أن زيارة بداية الاسبوع الحالي لخزان “حزب الله” الشعبي والعسكري، كان لها “نوايا تعويمية” أخرى، فهي لم تهدف لافتتاح صرح تربوي أو محطة لتوليد الطاقة الكهربائية أو بئر إرتوازية، أو مصنع لتشغيل اليد العاملة، أو حتى طمأنة الأهالي بعد أن وُصمت منطقتهم بالفوضى الأمنية وتفشي المخدرات، وحالات الخطف والسرقة والاشتباكات اليوم، إنما كانت محصورة داخل حوزة دينية لتعميم طلابها والاكتفاء بدرس ديني وأخلاقي، تظلله عباءة المرشد الايراني وبركته، ووكيله الشرعي في لبنان الشيخ محمد يزبك. ورغم إضفاء الطابع الديني عليها، الا أن الزيارة جاءت على وقع مداهمات أمنية للجيش على مقربة من حوزة المنتظر، تستهدف مصانع المخدرات وتجارها، وجاءت بعد اسابيع قليلة على تحذير “حزب الله” على لسان قياديين معممين الشيخين محمد يزبك وشوقي زعيتر، من مغبة الاستمرار في الحملة ضد المطلوبين، وطلب في حينها من الجيش الكف عن تعقب المخلين بالامن واعطائه مهلة ساعتين. زيارة نصر الله الى بعلبك كانت محصورة داخل حوزة دينية لتعميم طلابها تظللها عباءة المرشد الايراني وبركته ووكيله الشرعي في لبنان الشيخ محمد يزبك هذه الاجواء التي سبقت للزيارة، تبعث في توقيتها ومكانها، بحسب مصادر سياسية متابعة ل “جنوبية”،” الرسائل لقائد الجيش جوزاف عون، الذي ازعج “حزب الله” في تصميمه على استكمال العملية الامنية، ولم يقف عند طلبات الوكيل الشرعي للمرشد الايراني في لبنان، لذلك ظهر يزبك الى جانب نصر الله في معظم الصور المعممة كرسالة دعم”.
أحد وجهاء المنطقة، رأى عبر “جنوبية” ان للزيارة أيضا مقاصد إضافية، فهي تهدف كذلك الى رفع الأدريالنين المذهبي والطائفي، بعد التململ الشعبي وخسارة رصيد كبير من شعبيته في بعلبك الهرمل، جراء النكث بوعوده وعهوده الانتخابية، وخيبة الامل التي خلّفها بين أبناء بعلبك الهرمل خلال تجارة حزبه بالمازوت الايراني وتركهم لمصيرهم تتلاطمهم الازمة المعيشي”. التعامل الإعلامي والشعبي مع خبر زيارة نصرالله ولقائه يزبك لم يكن بقدر توقعات وآمال الحزب فهو بقي محصورا داخل أروقة وسائله الاعلامية وكان لافتاً بحسب مصدر مراقب ل”جنوبية”، أن “التعامل الإعلامي والشعبي مع خبر الزيارة ولقائه بالشيخ يزبك، لم يكن بقدر توقعات وآمال الحزب، فهو بقي محصورا داخل أروقة وسائله الاعلامية، ما يدل على انحدار شعبيته في العام ٢٠٢٢، حيث أنه في العام ٢٠١٩ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اللبنانية بصورة مسربة للسيد نصر الله تجمعه بالشيخ يزيك أثناء زيارته إلى بعلبك، للإطئمنان على صحته، و لاقت الصورة حينها،رواجاً كبيراً، فيما فشل الحزب اليوم في التسويق للامين العام، رغم ارفاق خبر الزيارة بعدد كبير من الصور، وبخبر مطعم بعبارات الشأن العام من جهة والرواية من جهة أخرى”. الزيارة لهامقاصد إضافية فهي تهدف كذلك الى رفع الأدريالنين المذهبي والطائفي، بعد التململ الشعبي وخسارة رصيد كبير من شعبيته في بعلبك الهرمل مصادر عشائرية جزمت ل”جنوبية”، أن “حزب الله” يملك كل الامكانيات المادية لتقديم مشاريع إنمائية حقيقية لبعلبك الهرمل، إنما لا يريد أن يقدم أكثر من زيارة شخصية لنصرالله، قد تكون داعمة لهيبته المتهالكة، أمام تكاتف الجيش والعشائر والعائلات، فكل مقدرات الحزب محصورة بعدد قليل من المحظيين المحسوبين على الأجنحة الاساسية في منظومته، فيما يبيع بيئته الغارقة بالمهانة، شعارات العنفوان والكرامة والوعود البراقة والفضفاضة، التي لم تعد تغني ولا تسمن من جوع”.
المصدر: جنوبية