“تجمع عسكري” أم”ناتو شرق أوسطي”.. || ما هي مقاصد العاهل الأردني في “الارتباك إذا لم تحدد الأهداف بوضوح”؟

لأول مرة تماماً، يتحدث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن دعم بلاده لمقترحات تشكيل “حلف عسكري” جديد بين دول المنطقة يشبه أو يماثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشترطا وجود “رؤية محددة وبأهداف واضحة ومحددة جدا”.

لا يمكن معرفة المقصود بعبارة “أهداف محددة جدا”.

لكن يمكن الاستنتاج بأن الأردن يعتبر نفسه الآن جزءاً عضوياً من معسكر سياسي عسكري تمحوري جديد، من المرجح أن الجانب الأمريكي يقترحه عن بعد ومنذ أسابيع، كما من الأوضح أن أفكاره ومقترحاته ستناقش بالتفصيل الفني عندما يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن بزعماء المنطقة في وقت قريب من الشهر المقبل.

القرينة الأهم على ذلك هي الإشارة التي وردت على لسان ملك الأردن بخصوص”ناتو جديد” بعد أيام قليلة جدا من “لقاء مهم” جمعه برئيس القيادة الأمريكية الوسطى ونوقشت فيه التفاصيل، الأمر الذي يعني ضمنيا بأن المسألة نوقشت مع الأردن وغيره خلف الستارة.

اختار عاهل الأردن محطة سي إن بي الأمريكية لإعلان مساندته للأفكار المرتبطة بناتو المنطقة.

وحصل ذلك بعد استقبال ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وزيارة سريعة مثيرة لرئيس الإمارات محمد بن زايد، وتشاور مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. حدث ذلك بعد استعادة الأردن علاقاته مع المملكة العربية السعودية على نحو مفاجئ، وقبل انعقاد قمة بايدن مع قادة وزعماء دول المنطقة.

في السياق، كشف مصدر مطلع جدا لـ”القدس العربي” عن أن الأردن سيحظى قريبا بمذكرة أمريكية تسميه حليفا إستراتيجيا لمدة 4 سنوات، وهي تعني إن وقعها الأمريكيون، المزيد من التنسيق “العسكري الأمني” وأيضا ميزات إضافية في مجال التبادل التجاري والمساعدات العسكرية لا بل التزامات أمريكية مباشرة بالأمن الدفاعي الأردني.

لم تصدر أي إشارة عن مسؤول أردني توحي بأن إسرائيل ستكون جزءا من الناتو الجديد لكن حديث الملك عن “أهداف واضحة جدا” يعني برأي المصادر المختصة أولا، تشبيك إسرائيل اذا انضمت للحلف بعملية السلام ووقف سياساتها العدوانية وتشكيل ضوابط لسلوكها في القضية الفلسطينية.

وثانيا، الرد على اي اعتداء إيراني على أي من دول الحلف الجديد وليس بناء الحلف أو”التجمع العسكري الجديد” على أساس الاعتداء على الإيرانيين، مع العمل على توثيق التعاون لاستقرار وتوازن المنطقة.

ذلك على الأقل هو الفهم الأردني لعبارة “الهدف المحدد الواضح”.

لكن هل يلتزم الأمريكيون والإسرائيليون بهذا التصور؟… سؤال صعب ومعقد ويحتاج للمزيد من الوقت لكن المشهد الواضح هو ذلك الذي يشير لعدم وجود “ضمانات” مع أن ملك الأردن كان واضحا ومباشرا وهو يقول “إذا لم تكن الرؤية جماعية والأهداف واضحة سيرتبك الجميع في المنطقة”.

المصدر:  “القدس العربي”

زر الذهاب إلى الأعلى