شهدت العاصمة السورية دمشق، السبت، أزمة مواصلات خانقة وغياباً شبه كامل لوسائل المواصلات العامة، بعد قرار محافظة دمشق عدم تزويد “السرافيس” بمادة المازوت يومي العطلة الأسبوعية الجمعة والسبت، بسبب قلة التوريدات النفطية الواصلة إلى البلاد.
وأعلنت محافظة دمشق، عبر صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، يوم الخميس الماضي، أنها “ستتوقف عن تزويد الميكروباصات والسرافيس بمادة المازوت في مدينة دمشق بسبب النقص الحاصل في المشتقات النفطية، ريثما تصل التوريدات النفطية”.
وأشارت إلى أنّ “باصات النقل الداخلي (العام – الخاص) ستعمل ضمن دمشق وريفها أيام الجمعة والسبت بطاقتها العظمى”، حيث سيتم تسيير من 90 لـ 95 باصاً بدلاً من 60 باصاً كانت تعمل خلال هذا اليوم قبل صدور القرار الجديد حسب واقع المحروقات”.
ونقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام عن عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة دمشق شادي سكرية قوله إنّ نسبة تخفيض مادة المازوت على صعيد المحافظة تصل إلى 30%.
وأكدت مصادر في العاصمة دمشق، لـ “العربي الجديد”، أنّ مدينة دمشق شهدت اليوم السبت حالة شلل شبه تام بسبب غياب السرافيس عن الطرقات بشكل شبه كامل، فيما توجه المضطرون للاعتماد على سيارات الأجرة للوصول إلى وجهاتهم.
وأدى تخفيض مخصصات المازوت والبنزين في المحافظات السورية، خلال الأيام الأخيرة، إلى توقف كثير من القطاعات التي تعتمد على المادة، وزيادة ساعات تقنين الكهرباء في معظم المحافظات بعد توقف محطات توليد عن العمل، في حين تبرر حكومة النظام أنّ تخفيض المخصصات يعود إلى قلة الواردات من المادة بسبب الحصار والعقوبات.
وحول أسباب قلة توريدات المحروقات والأزمة الأخيرة التي تعانيها حكومة النظام، قال الاقتصادي السوري يونس الكريم، لـ”العربي الجديد”، إنّ هناك أسباباً عدة؛ أبرزها فراغ الخزينة العامة من القطع الأجنبي وارتفاع أسعار النفط عالمياً، والتشديد الحدودي من دول الجوار السوري الذي يمنع وصول المحروقات المهربة.
وأضاف أنّ استثناء الولايات المتحدة أخيراً مناطق شمال شرقي سورية التي تمتلك معظم آبار النفط من عقوبات “قانون قيصر” وصراع قادة مليشيات النظام (القاطرجي وحمشو) على احتكار نقل النفط ساهم أيضاً بقلة التوريدات النفطية القادمة من مناطق “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
ولفت الكريم إلى أنّ توقف خط الائتمان الإيراني الذي يوفر النفط الخام للنظام من إيران لمدة طويلة ساهم أيضاً في تفاقم الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى أنّ مناطق النظام حالياً تعيش حالة شبه حظر تجوّل، بينما معظم السوريين غير قادرين على شراء المحروقات بالسعر الحر الذي يصل سعره إلى أضعاف السعر الرسمي.
وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري، منذ نحو عامين، أزمة حادة في المحروقات؛ البنزين والغاز والمازوت، تسببت بإجراءات صارمة فرضتها حكومة النظام لتقنين هذه المواد ورفع الدعم عنها وتقليص المخصصات.
المصدر: العربي الجديد