أكد فريق “منسقو استجابة سورية” أنّ الأرقام المُعلَن عنها في “مؤتمر دعم مستقبل سورية والمنطقة” السادس للمانحين المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، “صادمة ومخيّبة للآمال” مقارنة بحجم التعهدات السابقة.
وبلغت قيمة التعهّدات في مؤتمر بروكسل، 6.4 مليار يورو (6.7 مليار دولار)، وقال الفريق في بيان، الثلاثاء، إنّ “التعهدات السابقة لم يتمّ تنفيذ أكثر من 60 في المائة منها، إذ تعهّد المانحون بتقديم 4.4 مليارات دولار أميركي لعام 2021، كمساعدات إنسانية للمقيمين داخل سورية، وللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في المناطق المجاورة”.
وأشار إلى أنّه على الرغم من المبالغ المقدّمة كتعهّدات في سياق المؤتمرات السابقة، ما زالت المياه الصالحة للشرب غير متوفّرة في أكثر من 650 مخيماً للنازحين في الشمال السوري، في حين لا يحصل أكثر من 800 مخيّم على مساعدات غذائية منتظمة، وأكثر من 60 في المائة من السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في حين يتخطّى عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية 1.2 مليون سوري مقارنة بعام 2021.
في الإطار نفسه، كشف “منسقو استجابة سورية” أنّ أكثر من 35 في المائة من مخيّمات الشمال تضرّرت من جرّاء الأمطار والثلوج، من دون أن تحصل على تعويضات فعلية، مشيراً إلى أنّ مستشفيات ومراكز طبية كثيرة ما زالت محرومة من الدعم، على الرغم من الحاجة الشديدة إليها، في حين تُسجَّل حاجة إلى منشآت جديدة.
وأفاد الفريق بأنّه “على الرغم من ضرورة التركيز على الدعم الخاص بالتعليم”، فإنّ أكثر من 400 مدرسة تأتي في إطار العمل التطوّعي، مع أكثر من 6500 مدرّس يعملون تطوعياً دون أجور.
وطالب بـ”التركيز على المشاريع الأساسية التي تمسّ الواقع الفعلي للمدنيين في سورية”، والتفكير بالحلول الممكنة الواجب تنفيذها في حال توقّفت المساعدات الإنسانية، خصوصاً أنّ التصويت على القرار الجديد سوف يتمّ بعد أربعة أسابيع.
وشدّد الفريق في مطالبه على “ضمان عودة النازحين واللاجئين السوريين من مختلف المناطق إلى مدنهم وقراهم”، وقد رأى أنّ هذا هو “الحلّ الأمثل لإنهاء المعاناة المستمرة منذ 11 عاماً”، مضيفاً أنّه “الحلّ الوحيد لضمان عودة الاستقرار إلى سورية والمنطقة”.
وكانت الجولة الأولى من مؤتمر بروكسل السادس قد انطلقت أمس الإثنين، بفعالية تحت مُسمّى “يوم الحوار”، وجمعت ما بين المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية والدول المضيفة للاجئين والاتحاد الأوروبي ومجتمع الأمم المتحدة، فيما ينعقد اليوم الثلاثاء الاجتماع الوزاري في مبنى المجلس الأوروبي في العاصمة الأوروبية.
وتجتمع وفود من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسورية التي تستضيف لاجئين سوريين والدول الشريكة والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمات غير حكومية محلية ودولية وممثلو منظمات المجتمع المدني.
يُذكر أنّ مجلس الاتحاد الأوروبي أشار في بيان له، أمس الإثنين، إلى أنّ “الهدف الشامل لمؤتمر بروكسل السادس هو ضمان استمرار الاهتمام والدعم للشعب السوري في سورية والمنطقة، والحفاظ على حشد المجتمع الدولي لدعم حلّ سياسي للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
ولفت نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إلى أنّ “14.6 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في داخل سورية، بزيادة قدرها 1.2 مليون عن عام 2021، ونحو 12 مليون شخص في كلّ أنحاء المنطقة، بما في ذلك 5.6 ملايين لاجئ سوري وأفراد من المجتمع المضيف”.
وأضاف أنّ ثمّة “حاجة إلى 10.5 مليار دولار في عام 2022 لدعم السوريين والمجتمعات المضيفة والبلدان المحتاجة بشكل كامل، ويشمل ذلك 4.4 مليار دولار للاستجابة في داخل سورية، و6.1 مليارات دولار أخرى لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة”.
المصدر: العربي الجديد