استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية في محيط دمشق الليلة الماضية مستودعات تابعة لإيران تضم مصنعاً لتجميع الطائرات المسيرة، إضافة إلى مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا، وسمعت عدة انفجارات على أطراف مدينة قطنا جنوبي غرب العاصمة دمشق، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي.
وكشف مصدر في المعارضة لموقع “تجمع أحرار حوران”، أن الموقع المستهدف في بلدة رخلة في جبل الشيخ ومواقع في محيط مدينة قطنا، اتخذته إيران في وقت سابق لتصنيع وتطوير الطائرات المسيرة، وهو يخضع لسيطرة إيران و”حزب الله” اللبناني بشكل كامل.
وكانت إيران قد نقلت طائرات مسيرة إلى عدة مواقع في ريف دمشق ومحيط مطار دمشق الدولي على عدة دفعات ليتم إعادة تركيبها وتطوير أنظمتها في الداخل السوري لاستهداف مواقع المعارضة أو لاستخدامها في عمليات تهريب مخدرات.
تراجع التوتر بين النظام و”قسد”
وفي شرقي البلاد، ذكر مراسل “العربي الجديد” أن قوات “الأسايش” التابعة لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) غادرت غالبية المباني التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة، بينما نشرت عدداً من القناصين فوق بعض الأبنية في المربع الأمني الذي يضم الدوائر الحكومية التابعة للنظام وبعض الأحياء التي تضم موالين للنظام.
وفي بيان لها، نفت “الأسايش” سيطرتها على مبانٍ تابعة للنظام السوري في المربع الأمني، ردًا على حصار النظام مناطق نفوذها بمدينة حلب، واعتبرت ما قامت به مجرد “إجراءات أمنية مشددة” فقط.
وجاء في بيان نشرته على “فيسبوك”، أن المعلومات التي تتحدث عن سيطرة قواتها على العديد من المراكز الخدمية التابعة للنظام في المربع الأمني بمدينة القامشلي هي “محض إشاعات ومعلومات مغلوطة”. وأضافت أن “الأسايش” قامت بإجراءات أمنية مشددة على مناطق وجود قوات النظام في القامشلي، ردًا على حصار قوات النظام لمناطق نفوذ “قسد” في مدينة حلب. وأكد البيان أن الإجراءات في المربع الأمني بالقامشلي مستمرة حتى فك الحصار عن أحيائها في حلب، مشيرة إلى جهودها في الحفاظ على المراكز الخدمية والاجتماعية في هذه المباني الخدمية.
ووصف المجلس العسكري لـ”قسد” مواقف النظام بـ”العدائية”، مشيراً في بيان إلى أن النظام كثف من نشاطه الاستخباري وصعّد من لهجته حيال “قسد” إعلامياً. واتهم المجلس النظام باللعب على وتر العشائرية في المنطقة، فضلاً عن حصاره حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.
من جهتها، نقلت إذاعة “شام إف إم” الموالية عن مصدر من النظام في محافظة الحسكة قوله، إن “قسد” بدأت الليلة الماضية بالانسحاب من المباني الحكومية التي استولت عليها في اليوم ذاته في مدينة القامشلي. واتهم مسؤولون في النظام السوري “قسد” بتجويع السكان. وقال محافظ الحسكة غسان خليل في تصريح إعلامي إن “قسد تمنع دخول الطحين والمواد الغذائية والمحروقات التي تشغل المخابز، وهذا الأمر يؤرق المواطنين في المحافظة ويزيد الضغوط عليهم في هذه الظروف الصعبة”.
وتربط النظام مع “قسد” علاقة تحالف تكتيكي على مدى سنوات كما ربطتهما صلات تجارية مربحة تتعلق بالنفط.
عبوات ناسفة في مقر للتحالف
من جهة أخرى، أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أن مسلحين مجهولي الهوية زرعوا عبوات متفجرة في مقر له شرقي سورية.
وذكرت “قوة المهام المشتركة ــ عملية العزم الصلب” التابعة للتحالف في بيان نشرته على “فيسبوك” اليوم الجمعة أنه بعد المزيد من التحقيقات حول الهجوم على قاعدة القرية الخضراء في شرقي سورية، قيّم مسؤولو التحالف أن الانفجارات لم تكن نتيجة هجمات بنيران غير مباشرة، بل سببها عبوات متفجرة وُضعت بشكل متعمد من قبل أفراد مجهولين في منطقة تخزين العتاد ومرفق الاستحمام. وأضافت أن الحادث قيد التحقيق، وسيتم تقديم معلومات إضافية فور توفرها.
مقتل عنصرين من “الجيش الوطني”
وفي شمالي البلاد، قُتل عنصران من “الجيش الوطني السوري” المعارض والمدعوم من تركيا، جراء استهداف سيارة لهما في ريف حلب الشمالي. وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن السيارة التي كانت يستقلها العنصران استهدفت بصاروخ موجّه مصدره المناطق التي تسيطر عليها “قسد” والنظام في قرية مريمين، في منطقة عفرين.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن “الجهات المعنية أنهت عملية التسوية في مركز مدينة الميادين على أن تعود اللجان اعتباراً من يوم السبت المقبل إلى صالة العامل في مدينة دير الزور في حين تستمر مراكز الرقة وحلب باستقبال الراغبين بالتسوية من المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية”.
ووفق الوكالة، فان لجنة التسوية في الميادين سوت أوضاع عشرات المطلوبين، مشيرة إلى أن عدداً من المشمولين بالتسوية كانوا قادمين من مناطق تنتشر فيها “قسد” وفصائل معارضة. ووفق “سانا” ستستمر عملية التسوية في حلب.
المصدر: العربي الجديد