حرب التحرير الشعبية

محمد السخاوي

هى حرب انتصار الشعوب والامم الضعيفه على قوى الطغيان والاستكبار . استراتيجية حرب التحرير الشعبيه هى احد الاغصان الاساسيه لفاعليات الثوره الشعبيه . اقصد من ذلك انه لا ثوره شعبيه بدون حرب تحرير شعبيه ولا حرب تحير شعبيه بدون ثوره شعبيه . وهذا هو الفرق بين ‘ العنف الثورى والعنف الفردى” حرب التحرير الشعبيه  استراتيجيه استراتيجية مقومة وانتصار االمظلومين على الظالمين ليست اكتشاف انسانى حديث وبالذات فى التاريخ العربى الاسلامى . ونحن نستحضرها اليوم لانها الطريق الوحيد لبناء مشروعنا القومى الوحدوى الحضارى الانسانى . النواه لنظام عالمى انسانى عادل بديل للمشروع الاوروبى الراهن القائم على التوحش الراسمالى والعنصريه والطغيان والاستغلال . وسلب الانسان جوهره التحررى تحويله الى مسخ استهلاكى لصالح القله الراسماليه على مستوى العالم . نذكر ( بضم النون) بامثله حديثه من هذه الحرب .

١ — حرب التحرير الشعبيه العربيه الجزائريه : احتلت فرنسا الجزائر حوالى ١٨٣٢ تقريبا  واعتبرتها جزء من فرنسا بمعنى انها مجرد محافظه فرنسيه .فطبقت عليهاقهرا وطغيانا القانون الفرنسى والقيم والثقافه الفرنسيه  . وقد ووجهت بمقاومات وانتفاضات شعبيه عديده وبالذات فى ارياف وجبال الجزائر تحت رعاية وقيادة علماء وفقهاء الاسلام .

بعدقيام الثوره فى مصر وابتداء من سنة ١٩٥٤ تقريبا تبنت القيادة الثوريه فى مصر الثوره فى الجزائر  واصبحت الثوره المصريه ببعدها القومى التحررى الداعم الرئيسى بل الوحيد للثوره فى الجزائر . وارتفعت افاق الثوره واتسعت وغطت كل ارياف وجبال ومدن الجزائر .اصبحت ثوره شعبيه شامله تبنت استراتيحية حرب التحرير الشعبيه لمواجهة كل القوه الفرنسيه . وتحولت دروب الصحراءمن مصر الى ليبيا الى الجزائر الى مسالك محفوظه تماما لرجال مخابرات الثوره المصريه تحت قيادة السيد فتحى الديب. تحمل رجال الثوره المصريه عبئ الدعم الاستراتيجى والتكتيكى واللوجستى للثوره الجزائريه بالكامل .حتى وصلت محطة الانتصار . وكما كان هذا الدعم

دعامة انتصار ثورة المليون شهيد كانا سببا من اسباب العدوان الثلاثى على مصر ١٩٥٦ . واصبحت الجزائر قاعده من قواعد الثوره العربيه منذ بداية الستينات من القرن الماضى .

٢ — احتلت فرنسا فيتنام  وخاضت الامه الفيتناميه تحت قيادة تنظيم جبهة الفيت كونج بقيادة ‘ هوتشى منه /جنرال جياب وانتصرت الفيتنام على فرنسا فى موقعة’ ديان بيان فو” ١٩٥٤ .وحلت امريكا محل فرنسا فى استعمار الفيتنام وتمركزت فى الجنوب لاستكمال استعمار كل فيتنام . وواصلت فيتنام بقيادة الفيت كونج تحت قياد هوتشى منه وجياب حرب الشعب الفيتنامى فى مواجهة الاستعمار الامريكى . ومرغت الامه الفيتناميه كرامة امريكا فى تراب الوطن حوالى خمسة عشر عاما او يزيد حتى انتصرت ارادة المقاومه والاستقلال والحرية لدى الامه الفيتناميه على امريكا القوه العظمى رقم واحد فى العالم ونقلت العاصمه من هانوى فى الشمال الى سايجون فى الجنوب وغيرت اسمها الى ‘ هوتشى منه ” تيمنا باسم قائد التحرير هوتشى منه  . ودخل الفيتنام ميدان ‘ النمور الاسيويه ‘ قوه صاعده .

٣ — النموذج الكوبى : كان بيحكم كوبا ‘ طاغيه دميه امريكيه ” اسمه باتيستا وكانت كوبا محميه راسماليه امريكيه بكل ماتعنيه الراسماليه من طبقيه واستغلال اغلبة الشعب الكوبى  لحد الكفاف . وكانت الظروف الثوريه للامه الكوبيه متازمه . بسبب تشرزم المعارضه اليساريه وعجزها عن مقاومة الطغيان الاقطاعى الراسمالى . وعاش الناس حالة من الياس فى انتصار الثوره .

فى وسط هذ ا الياس سطع نجم ‘ كاسترو / جيفارا ” بنظرية ‘ البؤره الثوريه”  .وملخص البؤره الثوريه ان مشكلة الثوره هى ‘ الخوف ” . سيطرت مناخ الخوف على الجماهير من بطش وطغيان نظام باتيستا الامريكى . وان حل مشكلة الثوره الشعبيه يكمن فى ازلة  هذا الخوف من نفوس الناس . ويتحقق ذلك فى الواقع الاجتماعى ب ‘ فك بكارة النظام الطاغوتى ” التى تتمثل فى عساكره وشرطته وذلك بالاشتباك معهم فبظهرضعفهم وتذهب هيبتهم الى الابد من نفوس الناس . ويحدث ذلك تنظيميا وعمليا بفكرة البؤره الثوريه المدربه تدريبا جيدا على العنف والقتال الثورى مع عساكر باتيستا وشرطته . وتشكلت بالفعل اول بؤره ثوريه من ١٣ مقاتل ثورى بقيادة الثنائى الثورى كاسترو / جيفارا . . وواجهت النظربه صعوبات شدبيده فى الوافع. لكن البؤره صمدت وصعدت من اشتباكاتها مع قوات باتيستا والتحق الشعب بها وتحول كله الى بؤر ثوريه اصطبغت بصبغة الثوره الشعبيه الكامله الشامله احد فروعها الرئيسبه حرب التحرير الشعبيه .وسقط باتيستا رغم انف امريكا وتحولت كوبا لقاعده اشتراكيه على ابواب امريكا واخذت نظرية البؤره الثوريه بعداعالميا خاصة فى بلدان الجنوب بالجهود الثوريه لجيفارا فى افريقيا  وامريكا اللاتينيه بين كل المظلومين عامة . تحية لروح جيفارا الثوريه الى قتل فى احدمخابئه الثوريه فى جبال السيرا ماسترا فى بوليفيا .

٤ — تاريخا . تسبق الثوره ‘ الصينيه ” ثورات التحرير الشعبيه التى ذكرناها . قبل الحرب العالمبه الثانيه كان هناك صراع دامي اجتماعى وسياسى بين حزبى ‘ الكيومنتاج / والشيوعى ” . الاول بقيادة  ‘ صن يات صن” والثانى بقيادة ‘ ماوتسى تونغ ”  . الجزب الاول حزب الاقطاع والراسماليه المحليه الذيليه .ويمثل الثانى ويقود الاغلبيه الساحقه من الشعب الصينى المستغل بفتح ( الغين ) .

ولما احتلت اليبان الصين اثناء الحرب ع الثانيه اتفق الطرفان على تجميد الصراع العسكرى بينهما وتشكيل من الاثنان جبهه اوسع لهزيمة اليابان باسلوب حرب التحرير الشعبيه . ولما انهزمت اليابان وتحررت الصين عاد الصراع بين الاثنان صراع بين قوى الاقطاع والراسماليه / وقوى الثوره الاشتراكيه القوميه الصينيه باستراتيجية واسلوب حرب التحرير الشعبيه وفى سنة ١٩٤٨ انتصرت قوى الثوره الاشتراكيه بقيادة مواتسى تونغ على صن يات صن المدعوم غربيا وامريكيا . واليوم الصين من دول القمه الدوليه رغم انف الراسماليه والغرب وامريكاوالاتحاد السوفيتى السابق والماركسيه .

هذه باختصار بعض من نماذج حرب الضعفاء على الاقوياء . حرب التحرير الشعبيه . من المهم ان نبين خصائص هذه الحرب فى نقاط :

الاولى : انها شعبيه وليست نظاميه . بمعنى انها حرب الشعب كله ضد قواة الحكم النظاميه .

الثانيه :انها احد اعمدة الثوره الشعبيه . بمعنى انها جزء من الثوره وليست كل الثوره

الثالثه : انها منظمه يقودها التنظيم الثورى بصيغته الجبهويه وليست الحزبيه .

الرابعه : لها ايديولوجيه ونظريه ثوريه تبين بوضوح نطلقات الثوره وغاياتها واسلوبها .

الخامسه : الثقه المطلقه المتبادله بين الاثنان : الشعب الثائر / والتظيم والقياده الثوريه .ثقه متطهره تماما من الخوف خوف الشعب من القياده وخوف القياده من الشعب حتى تكون دولة الانتصار دولة كل الامه كل الشعب كل الناس لا دولة التنظيم او القائد . وهذ يتطلب تربيه ‘ شوريه ”  وان تكون الشورى هى القاعده الحاكمه والملزمه حتى لا نفاجا باعوجاجات وانحرافات تغير طبيعة الدوله من دوله ثوره شعبيه الى دوله طاغوطيه استبداديه تعمل لحساب الراسماليه العالميه .

هذا طريق انتصار الضعفاء على الاقوياء ولا طريق غيره  .

——————————————————————

 ‘ يا ايها النبى حرض المؤمنين على القتال . . ”  قران كريم .

المصدر: صفحة محمد السخاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى