هل يحتل ترامب بغداد.. أو مدينة إيرانية؟!

محمد خليفة

يرى الخبير العسكري الاسرائيلي (تسفي يحزقيلي) أن على اسرائيل إذا كانت جادة في ضرب إيران انتهاز فرصة تفشي فايروس كورونا فيها، وانشغال نظامها باحتواء الازمة لضربها. واضاف: كشفت أزمة كورونا ضعف إيران الداخلي، والوضع فيها خارج عن السيطرة، ولذلك على من يريد ضرب إيران أن يفعل ذلك الآن!

ونقل موقع (24) الأحد 5 ابريل الجاري عن (يحزقيلي) قوله (إن قيادة الجيش الاسرائيلي تعلم هذه الحقيقة، وتعلم أن حالة الضعف تعتري وتشمل كل جماعات إيران في سورية ولبنان والعراق).

ويبدو هذا الرأي الاسرائيلي على صلة وثيقة مع سعي محللين وخبراء كثيرين لفهم دلالة المناورات التي أجرتها قوات المارينز الاميركية وقوات اماراتية، باسم (ناتيف 20) يوم 23 مارس، وشارك فيها 4 آلاف جندي من الجيش الاميركي والمارينز ومدرعات جاءت من الكويت وجزيرة دييغو غارسيا إلى قاعدة الحمرا باستخدام نظام رصيف بحري متنقل. وجرت في الصحراء الواقعة على بُعد نحو 200 كم جنوب غربي أبو ظبي، وتقع فيها محطة (براكة) النووية الجديدة للأمارات العربية، ولا تبعد سوى 300 كم عن حدود إيران. واقتحمت القوات المهاجمة مدينة الحمرا المُفترضة، التي تضم أبنية غير عالية، ومنازل منفردة، وفنادق، ومجمعات سكنية ومساجد، ومحطة غاز، ومطعم وجبات سريعة! ورأى المحللون أن المدينة ربما تكون ايرانية أو عراقية. وتراوحت التقديرات أن التدريب جزء من سيناريو لمهاجمة مدينة ايرانية والسيطرة عليها، إذا واصلت إيران استفزازاتها، وتطورت الى حرب مفتوحة اميركية – ايرانية.

ورأى آخرون أن المدينة المقصودة عراقية، وربما تكون بغداد ذاتها، في سيناريو محتمل لانقلاب عسكري ألمح اليه الاميركيون مؤخرا، هدفه القضاء على النظام الذي تسيطر عليه إيران عبر ميليشياتها، بصرف النظر عن وجود برلمان وحكومة ورئيس جمهورية. وهذه الميلشيات تشن حاليا الحرب على الولايات المتحدة لإخراجها من العراق، وقد اضطرت أخيرا لسحب قواتها وقوات التحالف الدولي من عدة قواعد في العراق، وما زالت تحتفظ بعدة قواعد تقع بين الانبار وكردستان. وكانت واشنطن قد اعلنت انها سترد وتصفي حزب الله – العراق وفصائل أخرى، ولن ترضخ لإرادة هذه الميلشيات.

ولم يعد سرا أن ترشيح عدنان الزرفي رجل أميركا والعدو اللدود للميلشيات الايرانية لرئاسة الحكومة بدعم قوي من نواب وسياسيي العرب السنة والأكراد ، بداية رد اميركي في العراق ، يتوقع أن يتصاعد على عدة جبهات سياسية وعسكرية على مستوى المنطقة ، وقد تصل الى انقلاب عسكري بالتحالف مع الجيش العراقي والاستخبارات المواليين للأميركيين لإنهاء الهيمنة الايرانية ، خصوصا أن الانتفاضة العراقية المعادية جذريا لإيران وجماعاتها قد هيأت المناخ الشعبي العام للانقضاض عليها ، وتصفية نظام المحاصصة الطائفية المسؤول عن الفساد وعجز الدولة .

يدعم هذه التقديرات تسريبات مفادها أن المناورات الاميركية – الاماراتية شاركت فيها سرا (مجاميع عراقية عسكرية) معادية لإيران. واعطاها بعدا جديا أن الولايات المتحدة ألغت مناورات كثيرة مبرمجة مع دول كثيرة، بسبب أزمة كورونا، مما طرح السؤال عن سبب استبقاء هذه المناورات بالذات. والجواب الوحيد هو حالة التوتر المتصاعدة بين اميركا وإيران في العراق والخليج، لإبلاغ طهران أنها لن تستطيع اخراجها من المنطقة، وأنها هي التي ستخرج من العراق!

وقالت الخارجية الاميركية في بيان رسمي أن المناورات مع الامارات “عادية” و”جزء من برنامج تعاون طويل المدى بين البلدين”. وبينما رفض المسؤولون الإماراتيون الرد على أسئلة الصحافيين، قال قائد العملية الجنرال (توماس سافاج) ردًا على اتهامات إيران بأنها عملية استفزازية: “استفزازية؟ لا أعرف!  نحن نعمل من أجل الاستقرار في المنطقة. وتابع: إذا رأوا أنها استفزازية، فليكن، هذا أمر يخصهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى