يسود التوتر جبهات المعارضة السورية في ريفي حلب وإدلب شمال غربي سوريا، وينذر تصاعد الهجمات البرية والقصف المتبادل بمعركة بدأ التحضير لها بالفعل.
خسرت قوات النظام والمليشيات الموالية لها أكثر من 5 عناصر في محور البريج بريف ادلب الجنوبي، بعد أن استهدفتهم الفصائل في غرفة عمليات الفتح المبين بالأسلحة القناصة، وأصيب آخرون بقصف مدفعي نفذته الفصائل على مواقعهم في منطقة العمليات غربي منطقة معرة النعمان، التي تحولت إلى مقر قيادة متقدم تتمركز فيه مجموعات تابعة لقوات النمر.
في المقابل، قصفت قوات النظام قرى جبل الزاوية وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وطاول القصف مواقع الفصائل القريبة من خطوط التماس، وحلقت طائرات الاستطلاع الروسية بكثافة في منطقة العمليات ونفذت الطائرات الحربية الروسية جولات استطلاعية في سماء المنطقة ووصل محور دورانها إلى المرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي، ومناطق المعارضة في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون في ريف حلب.
وقالت مصادر عسكرية في الجبهة الوطنية للتحرير ل”المدن”، إن “الفصائل تتعامل مع التحركات المستجدة لقوات النظام في منطقة العمليات القريبة من جبهات القتال، وقد رصدت خلال الأيام القليلة الماضية تحركات غير روتينية وعمليات إعادة انتشار، وتم التعامل معها بشكل فوري من خلال النيران البرية، وهناك متابعة دقيقة للتحركات تحسباً لأي هجوم بري مفاجئ قد تشنه قواته النظام بدعم من روسيا”.
وزعمت قوات النظام أنها نفذت عمليات إعادة انتشار في منطقة العمليات الجنوبية بريف إدلب منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، وعززت مواقعها بمزيد من الأسلحة الثقيلة والدبابات والمدفعية وفرق الاستطلاع الأرضي، بالإضافة إلى دفعها تعزيزات من سلاح المشاة عبر مجموعات تتبع لتشكيلات أهمها، الفرقة 25 مهام خاصة والفيلق الخامس ومن الحرس الجمهوري. وتداولت مواقع إعلامية موالية صوراً لقائد قوات النمر العميد سهيل الحسن خلال اجتماع له بقادة القطاعات العسكرية في معرة النعمان بريف إدلب.
زيادة حدة التوتر لا يقتصر على جبهات ادلب بل وصل إلى ريف حلب، وبالأخص المحاور التي تشترك فيها قوات النظام مع وحدات حماية الشعب الكردية في ريفي أعزاز ومارع وصولاً إلى جبهات ريف مدينة الباب، فقد تكررت الهجمات المشتركة التي شنتها الوحدات قوات النظام على مواقع المعارضة السورية في المنطقة.
آخر الهجمات وقعت مساء الأحد، حيث استهدفت وحدات الحماية المتمركزة في قرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي رتلاً عسكرياً تركياً على المدخل الشمالي لمدينة مارع ما تسبب بمقتل جنديين تركيين على الأقل وجرح آخرين.
وقال مصدر عسكري معارض ل”المدن”، إن “الهجوم تم بصاروخين موجهين استهدفا عربة تركية مدرعة وسيارة مدنية مرافقة للرتل، وتم رصد الهدفين من مسافة تزيد عن 4 كيلومترات من جهة الغرب، وهي المرة الأولى التي يتم فيها رصد الطريق الواصل بين أعزاز ومارع، ما يعني أن الوحدات قد حصلت بالفعل على دفعة جديدة نوعية من الصواريخ الموجهة الروسية بهدف زيادة الضغط على الجيش التركي والفصائل المعارضة”.
وفي 7 تشرين الأول، قُتل جندي تركي في القاعدة العسكرية التركية في محور تويس جنوب شرقي مارع، وذلك بقصف للوحدات على القاعدة، وردت حينها المدفعية التركية بوابل من النيران البرية على مواقع مشتركة للوحدات والنظام في منطقة سد الشهباء، ما تسبب بمقتل عدد كبير من العناصر بينهم جنود روس كانوا في الموقع، وهو ما استدعى تدخل الطيران الحربي الروسي الذي نفذ غارات على مواقع للجيش الوطني في قرية تويس القريبة.
المصدر: المدن