صرح المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر لملتقى العروبيين قائلا:” إسرائيل أغارت جوياً ومنذ سنوات مئات المرات على أهداف إيرانية تموضعت على الجغرافيا السورية بل واصبحت السماء السورية مسرحا وحقل تدريب دائم للطيران والصواريخ الإسرائيلية اعتباراً من جنوب البلاد لشمالها ومن شرقها لغربها…
الواقع الميداني يقول ان إيران وحرسها الثوري وميليشياتها لاتبالي كثيرا مع مسرحيات الغارات تلك لا بل ويكبر معها نابها ونراها تتمدد وتعزز من وجودها ونفوذها اكثر في الداخل السوري …!!!
اذا مسرحية هذه الضربات والغارات وبهذه الطريقة النقطية الهزلية ما اسمنت وما اغنت من جوع ولن تفعل…
لنتكلم بواقعية الميدان ففي عام 2014 كانت إيران وحزب الله متقوقعين وبأعداد بسيطة في أماكن معدودة من جنوب دمشق ( المطار والسيدة زينب ومحيطها ) وبحجة حماية الأماكن و المزارات الدينية. حينها كان نظام الاسد على وشك السقوط ولايسيطر عمليا الا على مانسبته 22 بالمئة من مساحة البلاد فاين كانت غارات إسرائيل وصواريخها حينها….؟؟ !!!.. ولماذا انتظرت وغضت البصر حينها عن دخول وتمدد حزب الله وميليشيات إيران الطائفية واستقوائها وبكل هذا العدد والعدة …؟!
اذاً هذا لا يدلنا في الواقع الا على أن واشنطن وإسرائيل وطيلة 10 سنوات من عمر الثورة السورية كانتا لا تقومان الا بدور المراقب وإدارة المواقف والصراعات من بعيد ولاتمتلكان بالمطلق الارادة والنوايا لوقف زحف حزب الله والحرس الثوري الايراني بل و نستطيع القول كان لهم كل الرضا في دخولهم وتسربهم لمنع سقوط الأسد ونظامه والذي ترى فيه إسرائيل الحارس الحقيقي الافضل وبلا اي مقابل لضمان امنها القومي لذلك ولاهدافها المرحلية غضت الطرف عن تدفق هذا الكم من تلك الميليشيات لدعم ومساندة النظام المجرم وتقويته واعادة تعويمه والوقوف كعائق امام نجاح الثورة واحتمالات وصول الاكثرية السنية للحكم هذه الاكثرية التي تتخوف منها اسرائيل وتريد لها فقط البقاء مضطهدة مغلوب على أمرها في بلادها كنسخة طبق الاصل لما حدث في العراق ولما سيحدث في اليمن ..
لادراك بعض الحقائق لنسال انفسنا متى تمددت إيران وسيطرت على مفاصل القرار السياسي والعسكري في العراق الا تحت أنظار واشنطن بعد إسقاطها لنظام صدام حسين واحتلالها للعراق في 2003.
ومتى تمددت إيران وحزب الله تقريبا على كامل الجغرافيا السورية الا أمام أنظار إسرائيل وبعد تدخل واشنطن ووجودها العسكري في سوريا بحجة محاربة الإرهاب وداعش وإنشاء التحالف في 2014…!!
ختاما وبعد كل هذا الطرح اقول لو ان إسرائيل وواشنطن تمتلكان الارادة الحقيقية لإجبار إيران على الخروج من سوريا وعدم تموضعها فيها بل وحتى إسقاط نظام الاسد لاستطاعتا فعلا اقلها بالجهد الجوي الاعظمي المكثف ولفترة معينة كما فعلت عند إسقاط نظام صدام حسين في العراق…. ولكني ومراقب ومتابع للأحداث لا أظن ذلك فالامور واضحة وعلى رأي المثل المصري اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك استعجب”. ..