أعلن الناطق باسم لجنة درعا البلد، عدنان المسالمة، عن اتفاق على وقف إطلاق النار، لمدة أسبوعين يتم خلالها جولات من المباحثات والتفاوض في مدينة درعا جنوبي سوريا.
ونقل “تجمع أحرار حوران” عن “المسالمة” قوله: إن “التوافق على تشكيل لجنة مؤلفة من الجهات المعنيّة بتنفيذ الاتفاق لمتابعة حل الإشكالات طيلة فترة التفاوض”.
وأضاف: أن “الاتفاق يتضمن تسيير دورية روسية في محيط درعا لمراقبة وقف إطلاق النار، ومعاينة الأوضاع ميدانياً، بدءاً من يوم غد الأحد”، مشيراً إلى أنَّه سيتم تزويدهم بنسخة ورقية من خارطة الطريق من أجل الاطلاع عليها، ومناقشة كل بند فيها.
وفي السياق نشرت شبكة “نبأ” المحلية أبرز ما جاء في ورقة خارطة الحل الروسي حول درعا، حيث يُفرض وقف إطلاق النار في درعا ويجري تسيير أولى الدوريات الروسية غداً بالتزامن مع إعادة فتح معبر السرايا العسكري المؤدي إلى مركز المدينة، كما تشمل خارطة الحل ريفي درعا الشرقي والغربي.
وأضافت أن أحد أبرز البنود هو تمركز قوى شرطية تابعة للنظام في مواقع عدة (لم يُحدد عددها) في أحياء المدينة، وشملت خارطة الحل، بندين (قابلين للتفاوض) هما تسليم سلاح المعارضة للنظام وتهجير المعارضين غير الراغبين بالتسوية ويُقدر عددهم بنحو 135 شخص من مدينة درعا.
وأشارت إلى أن الجنرال الروسي “اندريه” أبلغ لجان التفاوض بأن وفد روسي مع قوة أمنية تابعة للنظام ستدخل إلى خطوط المواجهة في درعا البلد والمحاور الأخرى للتأكد من رواية ضباط النظام بوجود سلاح ثقيل لدى مجموعات المعارضة، وتضمنت حصر ملف الميليشيات المحلية بـ “عقود رسمية” مع وزارة الدفاع التابعة للنظام.
ومن المتوقع أن تتسلم لجان التفاوض الأحد ورقة خارطة الحل مترجمة إلى العربية لعرضها على الأهالي، كما طالبت اللجنة بانسحاب التعزيزات العسكرية وفك الحصار عن أحياء المدينة كخطوة أولى لتطبيق البنود (بعد الموافقة عليها).
ودار خلال الاجتماع حديث حول إعادة تشغيل معبر درعا القديم مع الأردن دون التوصل لتفاهمات حول كيفية وطبيعة العمل على ذلك، وحضر الاجتماع اللواء حسام لوقا رئيس اللجنة الأمنية والعميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري.
وفي وقت سابق اليوم، أنهت لجان التفاوض اجتماعها مع الوفد الروسي في مدينة درعا، بحضور اللجنة الأمنية التابعة للنظام، حيث تسلّمت اللجان “خارطة الحل” التي تحدث عنها الوفد الروسي في اجتماع أمس الجمعة، وادّعى أنَّها تحمل آلية جديدة من أجل “حل الأزمة سلمياً”.
تجدد القصف
أفاد “التجمّع” باستهداف ميليشيات الفرقة الرابعة التابعة للنظام، أحياء درعا البلد وحي طريق السد بقذائف الهاون والدبابات مساء السبت، تزامناً مع اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة بين ميليشيات الفرقة الرابعة وأبناء حي طريق السد، وذلك رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وعصر اليوم استهدفت ميليشيات الفرقة الرابعة المتمركزة في “منطقة الري” بلدة اليادودة بالمضادات الأرضية، واستهدفت الميليشيات المتمركزة في كتيبة المدفعية 285 بجانب منطقة البانوراما، محيط مدينتي طفس واليادودة غرب درعا بـ 15 قذيفة هاون.
وفي شمال درعا، سقط ثلاثة جرحى مدنيين بينهم طفلة وامرأة نتيجة القصف المدفعي الذي تعرضت له مدينة جاسم، من عدة مواقع للنظام وأهمها “تل المحص، تل أم حوران، وكتيبة جدية”، وشهدت الليلة الماضية مهاجمة شبان حاجزاً للنظام على المدخل الجنوبي لمدينة جاسم، وسط اشتباكات بالأسلحة الرشاشة.
وفي السياق قُتل الشاب محمود علي صالح القطيفان من أبناء درعا البلد، جراء استهداف الأحياء المحاصرة في درعا بقذائف الهاون والمضادات الأرضية، المتمركزة على أطراف المنطقة، عقب منتصف الليلة الماضية.
كما وقع عدد من الجرحى نتيجة استهداف المنازل السكنية، وسط تحليق طيران استطلاع تابع لنظام الأسد في سماء أحياء درعا البلد على الرغم من تأكيد الجانب الروسي على وقف إطلاق النار في اجتماع له، أمس الجمعة، مع ممثلين عن لجنة التفاوض في درعا.
جانب من وداع وتشييع “محمود القطيفان” في درعا البلد يوم أمس
وتفرض ميليشيات الأسد حصارها على أحياء درعا البلد منذ 24 حزيران/يونيو الفائت، وأفشلت العديد من جولات التفاوض مع اللجان في درعا، بسبب تعنتها على خيار الحرب، فضلاً عن قيامها بمحاولات اقتحام شبه يومية للسيطرة على المنطقة، تحت غطاء ناري مكثف، حيث بدأت حملة تصعيد عسكري في 27 تموز/يوليو الماضي.
المصدر: حرية برس