الإرهاب وازدواجية المعايير الأميركية

زياد المنجد

  كثير من المنظمات والكيانات وضعتها الولايات المتحدة في قائمة الإرهاب،وتصنيف أي كيان بالإرهاب يعني ملاحقة قادته وفرض عقوبات عليهم وعلى من يتعامل معهم، ويبقى السؤال هل تلتزم الولايات المتحدة بتبعات هذا التصنيف أم أنها تغض الطرف عن بعض المصنفين ارهابياً حسب حاجة الولايات المتحدة لهم وخدمتهم لمشاريعها؟.

جبهة النصرة دخلت في تصنيف الولايات المتحدة الارهابي عام 2012 وصُنف زعيمها الجولاني ارهابياً عام 2013 ورصدت الادارة الأمريكية مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، وحسب هذا التصنيف فان اي تعامل مع هذا الفصيل او مهادنته يدخل في باب المحرمات فهل هذا هو الواقع؟

المبعوث الأمريكي السابق الى سورية جيمس جيفري فضح ازدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع الإرهاب، وأشار في حديث صحفي الى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستهدف الجولاني المصنف ارهابياً بذريعة امتلاكه قاعدة جماهيرية، مضيفاً إلى ان امريكا لم ولن  توجه اي نقد لمن يتعاملون معه،مؤكداً إبلاغ تركيا بهذا الأمر ،مشيراً الى ان الجولاني تواصل مراراً مع واشنطن لطمأنتها بأنه لا يشكل تهديداً لها.

هكذا هي الولايات المتحدة تضع التصنيفات وتلزم الأخرين بها وتتصرف حسب مزاجها وحسب مايمكن ان يقدمه هذا الكيان المصنف ارهابياً من تنازلات لمصلحتها ومصلحة مشاريعها، فالنصرة صنفت ارهابية  لأن جرائمها بحق الشعب السوري لا يمكن السكوت عنها،والنصرة عوملت من قبل الولايات المتحدة خارج هذا التصنيف لأن وجودها في الحالة السورية يخدم مخطط الولايات المتحدة باستمرار نظام الأسد ومساهمتها بافشال العمل الثوري ضده،ولأن خيار الولايات المتحدة لأمريكية بقاء الوضع على ماهو عليه في سورية حسب تصريح جيفري فان النصرة الإرهابية هي خارج هذا التصنيف في التعامل الأمريكي .

تلك هي الولايات المتحدة الأمريكية  تحمل راية حقوق الانسان بيد ومحاربة الارهاب باليد الأخرى ،ولكنها لا تتوانى عن ضرب الانسان وحقوقه بالإرهاب ان اقتضت مصلحتها بذلك.

المصدر: موقع السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى