بات واضحًا ومؤكدًا عدم مقاربة الادارة الامريكية للملف السوري باستراتيجية او خطة طريق لوضعه على سكة الحل كما كان نشاطها واضحا بملفات اخرى مثل ملف الاتفاق النووي مع ايران المعقد والذي بات وشيكا التوقيع عليه ..حيث ان الفريق الامريكي المكلف بمتابعة الملف السوري لم يكتمل تشكيله بعد ولم يعين مبعوث خاص امريكي لمتابعته حيث تتم متابعة الملف السوري من ضمن اختصاصات مكاتب الشرق الاوسط بمكتب الامن القومي او الخارجية
وكانت اولى اطلالات وزير الخارجية الامريكي الجديد بلينكن بالشان السوري حضوره لاحاطة انسانية عن القضية السورية بمجلس الامن الدولي واهتمامه وتشجيعه لمؤتمر المانحين الدولي الذي عقد في بروكسل بشهر اذار الماضي..وكان الحصة الامريكية 650 مليون دولار تعهدت بدفعها الادارة الامريكية للوكالات الاممية المنوط بها توزيعها …
وكانت احاديث وزير الخارجية بلينكن متصبة على ضرورة التوافق مع الروس لاستمرار تدفق المساعدات الانسانية للسوريبن وعدم ربطها باجندة سياسية…حيث ينتهي العمل بالاذن الممنوح بادخال المساعدات ب11 من شهر تموز 2021…حيث مدد العام الماضي وخضع لمساومات وشد وجذب انتهى (لتجنب الفيتو الروسي) بالموافقة على معبر وحيد لدخولها وهو معبر باب الهوى في محافظة ادلب بعد ان تم رفض المقترحات الامريكية بمعبر اليعربية شمال شرق سورية ..حيث كان الطلب الروسي بضرورة وصول المساعدات للنظام السوري (كما تنص القوانين الدولية باعتباره الجهة الشرعية المعترف بها امميا)واشراف منظمة الصليب الاحمر الدولي والهلال العربي السوري على توزيع وايصال تلك المساعدات للمحتاحين في كل الاراضي السورية .وكان الرفض الامريكي مبنيا على الفساد المستشري ضمن مؤسسات النظام السوري وسرقة الكثير من المساعدات وتوجيهها لانصاره وازلامه العسكريين وحرمان المدنيين منها
وفي الفترة الاخيرة نشرت السفارة الامريكية بدمشق تفاصيل زيارة المندوبة الامريكيةالدائمة لدى الامم المتحدة”ليندا جرينفيلد”بين 2و4 حزيران الجاري الى المنطقة الحدودية بين سوربة وتركيا واجراء مباحثات ستركز على الدعم الذي ستقدمه الامم المتحدة
لتلبيةالاحتياجات الانسانية للشعب السوري وتعزيز العلاقات الامريكية التركية بهذا الخصوص.
واوضحت السفارة الامريكية بدمشق ان زيارة السفيرة الامريكية تهدف ايضا لزبادة وتحسين التعاون بين الجانبين التركي والامريكي بخصوص سورية وبشكل اهم التركيز على موضوع اللاجئين .ودعم الدور الذي تلعبه تركيا في تسهيل دخول المساعدات الانسانية واستقبال ملايبن اللاجئبن على اراضيها.
وستقوم السفيرة الامريكية خلال زيارتها بالاجتماع بمدينة الريحانية بالمنظمات التي تقوم بتولي ادخال تلك المساعدات والاجتماع ايضا مع اللاجئين في تركيا وربما تتم زيارة لها الى مخيمات الشمال السوري للقاء النازحين والاستماع لمطالبهم وشكاويهم مباشرة .اضافة للاجتماع مع عدد من المنظمات غير الحكومية التي تقوم بادخال مساعدات انسانية لسورية
وكانت قد نوهت مصادر اعلاميةعن مقايضات قد تجري بين الامريكان والروس .عن مقايضة آبار نفط دير الزور التي تسبطر عليها مايعرف بقوات سورية الديمقراطية (قسد) والمدعومة امريكيا مقابل السماح للروس بعدم استعمال الفيتو على اعتماد معبر اليعربية ببن سورية والعراق لدخول المساعدات الاممية.
اذ ان كل الحركة الامريكية تاتي استباقا لقرار روسي كارثي باغلاق معبر باب الهوى الذي يؤمن المساعدات الغذائية والطبية لاكثر من اربعة ملايين سوري يستفيدون مباشرة او بشكل ما من البرامج الاممية للمساعدات
فعلى الرغم من الانخفاص الواضح لاعمال العنف في الفترة الاخيرةالا ان الوضع الانساني تدهور بشكل مخيف على كافة الاصعدة من معدلات الفقر ونقص الغذاء والحصول على المياه النظيفة وتدني مستوى التعليم وتسرب الاطفال خارج العملية التعليمية وساهمت جائحة كورونا بتفاقم او تعميق تلك الصعاب.
فاعتبارا من كانون اول الماضي قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 80%من سكان سورية يعيشون تحت خط الفقر.(ووفقا لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية)يحتاج 11.1 مليون سوري الى مساعدات عاجلة هذا العام .بينما يقدر برنامج الغذاء العالمي ان 12.4 مليون سوري اي 70% من السكان يعانون من انعدام الامن الغذائي وهي زيادة بنسبة50% عن العام الماضي.
لكن حتى هذه الارقام المقلقة لاتعكس الحجم الكامل للمشكلة .فاضافة الى الوضع المحلي المزري.فان ربع السكان السوريين5.6 مليون شخص هم لاجئون في البلدان المجاورة ونتيحة لعدم توفر ارقام دقيقة فان مكتب الامم المتحدة لتنسبق الشؤون الانسانية (في شباط الماضي) ان اللاجئون حاليا مايقرب من ثلث جميع السوريين المحتاجبن للدعم الانساني وفي المجموع يحتاج مالا يقل عن 16.7 مليون سوري الى مساعدات انسانية في جميع انحاء المنطقة.
وفي الجزء الثاني سنتعرف على المناطق الجغرافية الثلاث التي افرزتها الحرب الحالية اضافة الى توزع كتل اللاجئين في بلدان الجوار والمعاناة لكل منطقة على حدة وحالتها العامة ومتطلباتها واهم المانحون لها..
المصدر: سوريا الأمل