صهاريج نفط النظام تتجه لمناطق قسد..نتيجة معركة القامشلي؟

أظهر تسجيل مصور توجّه مئات الصهاريج المخصصة لنقل النفط، نحو حقول الرميلان النفطية الخاضعة لسيطرة قسد في ريف الحسكة.

وقالت قناة “روسيا اليوم” إن القافلة المؤلفة من آلاف الصهاريج، عبرت الطريق الدولي “إم-4” عند مدخل القامشلي الغربي واتجهت إلى حقول الرميلان النفطية، بهدف ملء خزاناتها بالنفط.

ويأتي استئناف قسد تزويد النظام بالنفط، بعد فترة وجيزة من توقف الاشتباكات الأقوى بين مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري، وبين قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لقسد، وبعد تسيير الشرطة العسكرية الروسية دوريات في مدينة القامشلي، لضمان وقف الاشتباكات.

وقال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا الأميرال ألكسندر كاربوف: “بعد صراع بين السكان العرب والأكراد، تقوم قوات الشرطة العسكرية الروسية بتسيير دوريات في أحياء مدينة القامشلي تغطيها المروحيات الروسية، من أجل منع الاستفزازات”.

وتؤشر أعداد الصهاريج الضخمة، إلى تفاهم كما يبدو على زيادة كميات النفط. ويقول الخبير والمحلل العسكري هشام مصطفى، من الحسكة، إنه “من الواضح أن زيادة كميات النفط تأتي في إطار التفاهمات الأخيرة حول القامشلي”.

ويوضح ل”المدن”، أن “وقوف النظام على الحياد إلى حد كبير خلال الاشتباكات التي دارت في القامشلي، وعدم مساندة مليشيات الدفاع الوطني في الاشتباكات التي خاضتها جواً أو من خلال الإسناد المدفعي الثقيل، يجعلنا نعتقد أن سيطرة الأسايش على أحياء في مدينة القامشلي وانسحاب الدفاع الوطني منها، إنما تمّ بصفقة بين النظام وقسد، وبرعاية روسية”.

وبذلك، يعتقد مصطفى أن النظام بدأ بقبض ثمن موقفه المحايد في القامشلي من خلال زيادة استجرار النفط من مناطق سيطرة قسد، وهذا ما يوضحه التسجيل المصور، الذي أظهر مئات الصهاريج.

كذلك، يرى الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان ل”المدن”، أن ما جرى في القامشلي من تقدم ل”الأسايش” وسيطرتها على أحياء داخل المدينة كانت خاضعة لسيطرة النظام، كان نتيجة للموقف الروسي، الذي غاب عنه الحزم، بحيث تم خرق الهدنة التي سعت إليها روسيا لأكثر من مرة.

ويوضح أن روسيا غير المتضررة من التقدم الذي أحرزته قسد في القامشلي على حساب الدفاع الوطني المدعوم من إيران، سعت إلى الاستفادة من الموقف هناك بعقد صفقات مع قسد، من بينها التوافق على زيادة حصة النظام السوري من النفط، سعياً لحل جزء من مشاكل النظام الاقتصادية.

وقال علوان: “لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى حدوث هذه الصفقات، لكن من دون الإعلان عن ذلك، حرصاً من روسيا على عدم استفزاز حواضن النظام المتضررة في القامشلي”.

وكانت مليشيا الدفاع الوطني قد خرجت من الصراع الذي خاضته منفردة بخسارة السيطرة على حيي طي وحلكو لصالح الأسايش، واستطاعت روسيا بعد ذلك فرض التهدئة، ولا زالت الاجتماعات تُعقد في مطار القامشلي لاستدامة الهدوء.

 

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى