أثارت تصريحات النائب منصور عبّاس رئيس قائمة الحركة الإسلاميّة (الشق الجنوبي) موجة من ردود الفعل الغاضبة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ضوء تطرقه للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ووصفهم بالـ “مخربين” كذلك تصريحاته حول لقاء قادة حركة حماس.
جاءت أقوال منصور عباس خلال لقاء في القناة الـ 12 العبرية، مساء يوم الخميس في التغطية الخاصة مع المراسلين “عميت سيغل” و”دفنا ليئيل” خلال تقديم القوائم لانتخابات الكنيست الـ24.
وقال عبّاس، إن اللقاء الذي جمعه مع رئيس السابق للمكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، جاء في إطار “مبادرة السلام الدينية” بالمشاركة مع نائب وزير التعليم الإسرائيلي السابق، الحاخام ميخائيل مالكيئور.
وأضاف عبّاس، أن “كل من كان يجب أن يعرف حول هذا الشأن، عرفوا به”، مشددا على أن “اللقاء جاء بهدف الدفع بقضايا تتعلق بالسلام، دون المس بأمن الدولة”.
وأضاف عبّاس، أن “وضع منصور عباس في خانة الداعم للإرهاب، أو في خانة من يُعانق مخربين، كما يحاولون وسمي – هذا لم يحصل على الإطلاق”،
وتابع “من نشر أنباء حول زيارتي إلى السجن ولقائي بمخربين ومعانقتي لهم، هذا غير صحيح على الإطلاق”.
ودافع عبّاس عن قرار الانشقاق عن القائمة المشتركة، مؤكدا أن القائمة العربية الموحدة ستتمكن من تجاوز نسبة الحسم، وستكون “خير ممثل للمجتمع العربي في الكنيست”، مكررا تصريحاته أنه “يسعى إلى التأثير في صنع القرار”.
ونشر مراسل القناة الـ 12 عميت سيغل، اليميني المتطرف، اللقاء على محطة التواصل “تلغرام” الخاصة به تحت عنوان “شاهدوا هذا التصريح، لا أذكر أي نائب عربي قام باستخدام مصطلح مخرّب”.
وتابع رئيس قائمة الإسلامية الجنوبية قوله إنه يعمل على النهوض بأجندة المواطن اليوميّة والاجتماعيّة مجيبًا “قلتم طوال الوقت أن المجتمع العربي يريد الأمور اليومية، التي تمثلها القائمة الموحدة والمجتمع يريد هذا”.
من جانبها، قالت صحيفة “غلوبس العبرية”، إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، تشكيل إدارة خاصة برئاسة قائد شرطة القدس الأسبق، أهارون فرانكو، لمكافحة الجريمة في القطاع العربي الإسرائيلي، وحل العديد من الأزمات الاجتماعية هناك، وتخصيص قرابة 100 مليون شيكل لهذا الغرض، يؤشر على سياسة جديدة يبدو أنها على صلة بما شهدته الساعات الماضية من تطورات، أبرزها تفكك “القائمة العربية المشتركة“.
وأعلن تحالف “القائمة العربية المشتركة“، عن تفككه رسميًا، مساء الأربعاء، وذلك بعد انسحاب حزب” القائمة العربية الموحدة“، الجناح الإسلامي (الفصيل الجنوبي)، برئاسة عضو الكنيست منصور عباس من التحالف، وإعلان عزمه خوض الانتخابات منفردا.
وذكر ممثلو الأحزاب الثلاثة الأخرى أن القائمة المشتركة “لن تخوض الانتخابات المقبلة بصيغتها المألوفة، بعد انفجار في الاتصالات مع حزب القائمة العربية الموحدة، وسط خلاف حول تعاون الحزب مع رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو
وشهدت الشهور الأخيرة حديثًا عن تقارب كبير بين نتنياهو وبين النائب عباس، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، ما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التقارب، وسط شكوك لا تتوقف بأن ثمة تنسيقا غير معلن بينه وبين نتنياهو، هو الذي أدى للخطوات التالية، وأبرزها تفكك “لقائمة العربية المشتركة” تواصل مباشر
وتسببت سياسة التقارب التي اتبعها النائب عباس مع نتنياهو في الشهور الأخيرة، في أزمة دفعت العديد من المراقبين إلى توقع تفكك “القائمة العربية المشتركة”، حيث خرج النائب الذي يحسب حزبه على الفصيل الجنوبي للجناح الإسلامي في إسرائيل، أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بمواقف غير متوقعة، وأعلن عدم استبعاد دعم نتنياهو في انتخابات آذار/ مارس المقبل.
وأجرى نتنياهو مؤخرًا عددًا من الزيارات لمدن ذات كثافة سكانية عربية كبيرة، وأكد من هناك على الاستراتيجية الجديدة متعهدًا بحل أزمات المجتمع العربي والتي يأتي على رأسها العنف وعدم المساواة في الحقوق، وتحدث عن كون عرب إسرائيل شركاء أساسيين، وذلك بعد أن كانوا أداة يستخدمها حزب السلطة لحث الناخبين اليهود على التصويت بكثافة في الانتخابات السابقة.
وأشارت الصحيفة العبرية، أن نتنياهو يقف وراء تفكيك “القائمة العربية المشتركة“ على غرار ما حدث مع تحالفات سياسية أخرى في السنوات الأخيرة، وأنه استعان بالنائب عباس لتحقيق هذا الغرض، إذ بدأ الأخير يضع العراقيل أمام استمرار هذا التحالف، وتذرع بشكل مفاجئ بغياب الهوية الإسلامية عن أجندة الأحزاب العربية.
ولفتت إلى أن استراتيجية نتنياهو في طريقه للفوز بالانتخابات المقبلة تعتمد على نظرية “فرق تسُد”، وأن هدفه هو تقليص قوة الأحزاب العربية وعدم تخطيها الـ 10 مقاعد بالكنيست المقبل، بحيث لا يمكنها بعد ذلك تشكيل قوة سياسية وثقل يسهم في إسقاط حكومته.
وتعتقد الصحيفة، أن نتنياهو تعلم من درس انتخابات 2019 حين وجد نفسه قد ساهم بتصريحاته المعادية في توجه الناخبين العرب بكثافة لصناديق الانتخابات، أي أن تصريحاته ضد القطاع العربي حققت نتائج عكسية، ودللت على دور نتنياهو في تفكك القائمة بتصريح زعيمها أيمن عودة مؤخرًا، والذي أشار خلاله إلى أن لدى “القائمة المشتركة” جملة من المشاكل وأن ”نتنياهو الذي نجح في تفكيك كل التحالفات وصل الآن للقائمة المشتركة“.
في المقابل، يحقق هذا التفكك مصلحة الجناح الإسلامي، فقد أظهر استطلاع انتخابي لقناة ”أخبار 13“ أنه في حال أجريت الانتخابات العامة اليوم فسوف يحصل حزب عباس على 6 مقاعد، ومن ثم تتقابل مصلحة الأخير مع رغبة نتنياهو في إضعاف ”القائمة المشتركة“ وجلب المزيد من الأصوات العربية لصالح حزبه، بعد أن بلغت أعداد من صوتوا لصالح الليكود من العرب في آخر انتخابات 11 ألف ناخب فقط، بما يعادل ثلث مقعد بالكنيست.
ووفقًا لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، شهدت “القائمة المشتركة العديد من الأزمات الداخلية العميقة في الفترة الأخيرة، أساسها الصراع على الهوية الإسلامية والخلاف حول مسألة التعاون مع الحكومة القادمة، واشترط عباس على زعماء الأحزاب العربية إعلان مبادئ جديدة تقوم على تطبيق الشريعة وأبدى استعداده للتخلي عن دعم نتنياهو لو حدث ذلك، لكن عدم التوافق أدى إلى انسحاب الجناح الإسلامي ومن ثم تفكك التحالف.
وذكرت الصحيفة أيضًا أن التفكك يعطي كل حزب عربي حرية العمل بشكل براغماتي واتخاذ القرار المناسب بشأن التعاون مع الحكومة المقبلة، وقالت إن النائب عباس، المستفيد الأكبر، وجه دفة الجدال صوب الشريعة الإسلامية، بينما تمسك زعماء الأحزاب العربية الأخرى، ومنهم أحمد الطيبي، بأن مواقف عباس تنبع من تنسيق غير معلن مع نتنياهو.
المصدر: أمد